العُذْر: الحجة التي يُعْتَذر بها؛ والجمع أَعذارٌ. يقال: اعْتَذَر فلان اعْتِذاراً وعِذْرةً ومَعْذُرِة من دِيْنهِ فعَذَرْته. نخطئ أحياناً بحق أب أو أم أو زوجة أو ابن أو ابنة، أو زميل في العمل أو في المدرسة أو الجامعة، أو صديق عزيز، أو جار قريب، ونزيد الطين بلة بالمكابرة وعدم الاعتذار على الرغم من يقيننا التام بأن ما فعلناه خطأ، ونشعر بالضيق، فلا تقر عيوننا بنوم، ونتضايق في داخلنا من أنفسنا، ولكننا نصر على عدم الاعتذار، الذي نظن مخطئين أنه يفقدنا الهيبة والوقار أمام الآخرين! للأسف لا يعرف أكثرنا ثقافة الاعتذار، ومن جرب الاعتذار يعرف قيمته وفوائده العظيمة، فهو يذيب جبالاً من الكره، والحقد، والضغينة، فكلمة اعتذار تبني بيتاً يمكن أن يهدم في لحظات مكابرة مزيفة، وتزرع السعادة فيه، فيتحول إلى جنة من حب ووداد، وكلمة اعتذار تعيد صديقاً جرحنا شعوره أو أسأنا إليه، وكلمة اعتذار تمنع ويلات وحروباً. يقال: الاعتراف يهدم الاقتراف. وكتب ابن الجهم يعتذر: إن تعفُ عن عبدك المسيءففي فضلكَ مأوىً للصّفح والمننِ أتيــت ما اســتحقّ مـن خطــا فعدّ لما تستحقّ مـن حسنِ وقال الحسن بن وهب معتذراً: ما أحسن العفــــو من الـقادر لا سـيّما عن غيـر ذي ناصرِ إن كان لي ذنــبٌ ولا ذنــب لي فما له غيرك من غـافـرِ أعوذ بالودّ الــــــذي بـينـنــــا أن يفسـد الأول بـالآخرِ واعتذر جعفر بن يحيى لرجل استبطأه العطاء: أحتجّ عليك بغالب القضاء، وأعتذر إليك بصادق النيّة. قال بعض الشعراء: وتعــذر نفســـك إمّا أســــات وغيــرك بالعـــذر لا تـعـذر وتبصر في العـين منـه القــذى وفي عينك الجــذع لا تبصر وقال بعض الشعراء: يـــاذا المــميّز لـلإخـــاء ولـلـ إخوان في التفضـيل والقدرِ لا يقبضنـــك عن معاشـــرتـي بالأنـس أن قصّرت في برّي إني إذا ضاق امـــــرؤ بـجــــداً عنّي اسـتعنت عليه بالعـذرِ وفي الأثر وفي الحديث المرفوع:«من لم يقبل من معتذرٍ صادقاً كان أو كاذباً لم يرد عليّ الحوض» واعتذر رجل إلى أبي عبيد اللّه الكاتب فقال: ما رأيت عذراً أشبه باستئناف ذنبٍ من عذرك. واعتذر رجل إلى إبراهيم فقال له: قد عــذرتك غـــــير معتـــذرٍ إن المعاذير يشوبها الكذبُ ويقال ما اعتذر مذنبٌ إلا ازداد ذنباً وقال الشاعر: لا تــــرج رجعــــــــة مذنـــب خلــط احتجاجــاً باعتـــذار وقال ابن الطّثريّة: هبيني امرأً إما بريئاً ظلمتــــــه وإما مسيئاً تاب بعد وأعتبا وكنت كذي داءٍ تبغّي لدائــــه طبيبـاً فلما لم يجده تطبّبا Esmaiel.Hasan@admedia.ae