أصبح أمراً متوقعاً أن تجد من يسبك أو يشتم بلدك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات المنتديات، والمدونات، وغيرها، في شبكة الإنترنت، تحت غطاء الدين، فعبر مبرر الغيرة على الدين، يبيح البعض من المهووسين بالسباب والشتائم لأنفسهم أن يسبوا، ويشتموا، ويتلفظوا، بأقبح الألفاظ، والعبارات، تجاه بلد رفيع المقام، كالإمارات، ومدينة تسابق المستقبل، كدبي، فإن افتتحت دبي مشروعاً ضخماً لا مثيل له في العالم سبوها، وإن أعلنت عن مبادرة ضخمة سبوها، وإن احتفلت برأس السنة سبوها، وإن وزعت جوائز القرآن والصحافة شتموها، لا تفسير للشتيمة سوى قلة العقل، ولا مبرر للسباب الذي نقرؤه سوى الحسد والحقد، ولا رد أفضل على هؤلاء سوى “موتوا بغيظكم” !
المضحك أن يعبر الشتامون من خلال بوابة الدين والخوف والغيرة عليه، يذكرونني بالطفل الذي إذا داس أحدهم حقيبته المدرسية، وفيها كتاب الدين أخرجه وقبله، وشتم من داس الحقيبة، ثم في آخر العام يرسب بجدارة في مادة التربية الإسلامية، وكذلك أولئك الذين يضعون المصحف في كل ركن ولا يتذكرون متى كانت آخر مرة صلوا فيها طاعة لله، بينما الذين يؤمنون بربهم، ويخافون على دينه، ويغارون عليه، لا يمكن أن تبدر منهم سلوكيات فاحشة، كالسباب والشتائم؛ لأن التوجيه النبوي ينص على أن المسلم ليس بفاحش ولا شتام، فكل هؤلاء الذين يعوون خلف قافلة الإمارات وهي تنطلق إلى الغد بقوة وعنفوان ليسوا سوى حزب الحقد التاريخي المعروفة نواياه وأهدافه .. فموتوا بغيظكم !!
البارحة مساء كنت أتابع التغطيات الإعلامية حول العالم لاحتفالات دبي المبهرة بمناسبة رأس السنة الجديدة عبر الشبكة، فعثرت على بعض من هذا الغثاء الذي لا يتورع أصحابه عن خلط الحابل بالنابل، وسب الإماراتيين رجالاً ونساء بسبب الاحتفالات، حيث لم أفهم لماذا نسب شعباً لأن جهة ما نظمت ألعاباً نارية احتفالية يجري مثلها في كل الدنيا؟ ما علاقة الناس بهذا الأمر كي نرمي محصناتهم ورجالهم وقادتهم، والإماراتيون تحديداً لم يٌعرف عنهم إلا الخير والكرم ومد اليد بالأمان والسلام والمحبة لكل شعوب الأرض !
لا تحتاج الإمارات إلى شهادة حسن سيرة وسلوك من أحد فسيرتها عطرة وسلوكها يشهد به الزمان ماضيا وحاضرا ودائما، صحيح أن الإماراتيين ليسوا ملائكة، لكنهم فوق مستوى شبهات السفهاء ممن امتهنوا الشتم والسب وقبيح الألفاظ، باعتبارها طريقتهم الوحيدة التي يجيدونها في الحياة، بعد أن ثبت فشلهم الذريع في عالم البناء والإبداع والإنجاز، وبعد أن خربوا كل شيء وجلسوا يغنون على تلال الخراب أغنيات الحنين للماضي، كما فعل المعتوه (نيرون) ذات يوم، حين دمر مدينته وجلس يعزف على أنقاضها !
لا يحتاج الدين أن نعليه وندافع عنه، وذلك بسب الآخرين ظلما وشتمهم زورا، فالدين يعلو بالعمل ويرتفع بالمساهمة الحضارية والبناء والاستعداد للمستقبل، وكل له رأي وطريقة واجتهاد، قد نختلف وقد نتفق، ذلك أمر طبيعي، فالله خلق الناس مختلفين، لكن إذا لم تعجبك طريقتي فلا تأخذ بها، ولك أن تناقشها وتفندها، لكن ليس لك أن تسبني وتشتمني وأنت تعيش حالة تخلف لا تحسد عليها،، اللهم إني أعوذ بك من شر حاسد إذا حسد،، !


ayya-222@hotmail.com