علينا التسليم بأن هناك فئة تفهم الأمور بالمقلوب، ولها نظرة مختلفة للأحداث وللحياة من حولها، لعلها طبيعة البشر التي لا يمكن أن تتفق على أمر، ولعلها طبيعة الحياة نفسها والتي تقدم مستويات مختلفة من البشر، فيها العاقل والسوي والقادر على وزن الأمور بالحق والعدل، وفيها من هو دون ذلك ممن لا يستطيع رؤية الأمور بمنطق سليم ولو كانت واضحة وجلية ولا يمكن الاختلاف عليها، مثل وحدة أبناء هذا الوطن والتفافهم خلف قيادتهم، والتي لا يمكن أن ينجح أحد في المزايدة عليها، لأنها ببساطة قائمة على أسس سليمة وصحيحة، جذورها في الأرض وقامتها تصل عنان السماء. هذه الفئة التي طلت علينا في الفترة الأخيرة وتسعى للمزايدة على الإمارات بكل الطرق والوسائل عن طريق الاختباء خلف رفع شعارات الإصلاح والمناداة بالحريات، مهما فعلت ومهما حاولت، فإنها لا يمكن أن تنجح في مسعاها، لأن دعوتها قائمة على الباطل وتحمل في ثناياها الزيف، على الرغم من أنها تحاول تزيينها بالشعارات البراقة والنظريات، وغيرها من كلمات الحق التي يراد بها باطل. لا ندري دولة مثل الإمارات بكل النسيج المتكامل الذي يجمعها، والتطور الذي تعيشه، والخير الذي حباها الله به، وحياة الاستقرار والحرية والأمن التي ينعم بها جميع من يعيش على هذه الأرض، أي إصلاح تحتاج وأي حريات يمكن أن تطبق. نحن لا نعيش وسط مجتمع قهري أو نظام مستبد، حتى نسمع بعض الأصوات التي تطالب بالحريات، ونحن لا نعيش وسط مجتمع ينعدم فيه الأمن والاستقرار حتى يطلع علينا من يطالب بالإصلاح، نحن نعيش في دولة خير تحتاج إلى من يحافظ عليها ويصونها، ويتصدى لمن يحاول نشر بذور الفتة والشقاق فيها. من يسمع هذه الدعوات ولا يعرف الإمارات، يظن أن شعب الإمارات مغلوب على أمره ويعيش حياة الكبت والقهر ويحتاج إلى من ينقذه، وكلنا يعرف أن هذه الدعوات بعيدة كل البعد عن الحقيقة، ولا تمت للواقع بصلة، لذلك أصحابها مكشوفون، وهدفهم الحقيقي الخراب وليس الإصلاح، لذلك تشاهد ردة الفعل على مثل هذه الدعوات قاسية وسريعة ومرفوضة من قبل الجميع. ندرك أن دولة رائدة وناجحة مثل الإمارات من الطبيعي أن يكون لها أعداء وحاسدون وحاقدون يحاولون النيل منها، لكن الذين يحاولون المزايدة على الإمارات عليهم أن يتوقفوا ويفكروا جيداً، إنهم يتعاملون مع دولة نموذجية استطاعت أن تخلق لنفسها نظاماً فعالاً قائماً على التنمية وحفظ الحقوق وسيادة القانون، وأفرز دولة عصرية مزدهرة قادرة علي تلبية مختلف احتياجات مواطنيها، دولة بفضل حكمة قيادتها وإخلاص مواطنيها تحولت إلى مضرب للمثل، ونموذج يحاول الآخرون محاكته والاستفادة منه، دولة واثقة من نفسها لا يهمها حاسد أو مزايد. salshamsi@admedia.ae