يقود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مشروعاً تنويرياً تطويراً للتعليم، ويولي هذا القطاع اهتماماً غير مسبوق يتجلى في العديد من المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه، والذي ينظر إليه باعتباره من رهانات المستقبل وأداة مهمة من أدوات إنجاز رؤية أبوظبي 2030.
وفي إطار هذا المشروع التطويري يحرص سموه على استضافة الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والملتقيات الخاصة بالتعليم لإثراء التوجه بالمناقشات والاستماع لملاحظات الخبراء والمتخصصين في هذا القطاع الحيوي من قطاعات بناء الإنسان الذي تعده قيادتنا الرشيدة أهم ثروة واستثمار في مواجهة التحديات المستقبلية.
وتمثل استضافة أبوظبي برعاية من سموه للقمة العالمية للنهوض بالتعليم، والتي تختتم اليوم بمشاركة حشد من أبرز الشخصيات الدولية في هذا المجال، صورة من صور انشغالات القيادة بهذا الشأن الحيوي.
ويوم أمس الأول استضاف المجلس العامر لسموه وبحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خبيرة دولية هي الدكتورة باربرا إيشنجر مسؤولة مديرية التعليم في منظمة التعاون والتنمية والتي تحدثت بتقدير وإعجاب عن جهود تطوير التعليم في أبوظبي، وفي محاضرتها التي كانت تحت عنوان” مهارات أفضل، وظائف أفضل، حياة أفضل: نهج استراتيجي في سياسات بناء المهارات”، خلصت الخبيرة الدولية إلى أن قاعدة الانطلاق بالتعليم تبدأ من الارتقاء بالمعلم وتبجيل المهنة وحسن اختيار العاملين فيها. وهو المدخل الذي بدأت به أشهر تجربتين تعليميتين في عالم اليوم، الفنلندية والسنغافورية.
ولست هنا بصدد الحديث عن المحاضرة التي نشرتها الصحف بالأمس، وإنما في معاني ودلالات استضافة المؤتمرات والملتقيات والمحاضرة في هذا المجال، وهي تحفز على إطلاق النقاشات والحوارات البناءة من أجل إثراء جهود تطوير التعليم. وهي معانٍ تجسد حرصاً كبيراً على أعلى المستويات لإغناء هذه الجهود وضمان تسارع وتيرتها والمحافظة على حيوية انطلاقتها نحو أهدافها السامية. وهذه المعاني تغيب عن بعض المسؤولين التنفيذيين الذين ينظرون إلى تناول الإعلام لبعض العثرات التي تظهر أثناء التطبيق كما لو أنه محاولة للتقليل من ذلك الجهد الكبير والغاية السامية من العملية برمتها.
وكما قالت الخبيرة الدولية فإن تطوير التعليم إطار متكامل تنخرط فيه كافة قطاعات المجتمع سواء وزارات ومجالس التعليم والأسر وأصحاب العمل. لأن الجميع معني بمخرجات التعليم الذي ينشد. وهو يتعزز بالنظر إليه، وبالذات فيما يتعلق بتطوير مهارات الفرد التي اعتبرتها عملة اقتصاد المستقبل، والمهارات المتميزة تكتسب بالتعليم النوعي الذي يلبي بمخرجاته النوعية احتياجات المجتمع، وبالذات سوق العمل. لذلك نستغرب نظرة نوعية من المسؤولين عن التعليم للإعلام عندما يتناول بالنقاش والنقد قطاعهم. ولا زلت أتذكر ذلك المسؤول الذي اجتمع بقيادات إعلامية طالباً ألا يتعرضوا في وسائلهم لأمور التعليم لأن “التعليم أمن دولة”، ولكنه رحل بنظرته تلك وبقي الميدان زاخراً بالنقاش الجاد والصحي والمسؤول لما فيه الصالح العام، لأنه “لا يصح إلا الصحيح” في التمييز بين الشخص وأي مشروع وأدوات وطرق تنفيذه.


ali.alamodi@admedia.ae