جرياً على عادته الكريمة في رمضان من كل عام، التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على مائدة الإفطار الرمضانية السنوية مساء أمس برجال القلم والفكر من الإعلاميين والصحفيين والقيادات الإعلامية ومسؤولي وممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية العاملة في الدولة.
وتحمل اللفتة الطيبة لسموه تقديراً خاصا لدور الإعلام والإعلاميين، والذي يؤكد على أهميته في جميع لقاءاته بهم، وينطلق من رؤية ثاقبة لرسالة الإعلام بمختلف أدواته وضرورة تعزيز أجواء ومناخات الحرية والشفافية، وهو الرجل الذي يشهد له التاريخ كأول قائد عربي يأمر بعدم سجن صحفي بسبب يتعلق بعمله.
رؤية ونهج جعل من الإمارات قبلة لوسائل الإعلام الأجنبية العالمية التي تتخذ منها مراكز إقليمية لمقارها وتعمل منها لخدمة الحقيقة والكلمة الحرة المسؤولة. وبما ينسجم مع أسس قامت عليها ورسختها الإمارات في نشر ثقافة التسامح والاعتدال، وفي الوقت ذاته رفض إعلام التطرف ونشر الفتن والأحقاد والتعصب المذهبي والطائفي والحزبي الذي يعد سوسا ينخر في المجتمعات ويقوض أمنها واستقرارها.
واستقطبت هذه المناخات التي يرعاها سموه عشرات شركات الإنتاج الإعلامي التي تقدم أعمال مبدعين عرب وعالميين في شتى دروب العمل الإبداعي، ليرتبط اسم الإمارات بأعمال ابداعية عالمية. وفي هذا السياق كانت توجيهات سموه بمضاعفة الجهود لتحويل مدينة دبي للاستوديوهات إلى مركز عالمي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة المتوافرة فيها.
أمسية الإعلاميين التي أصبحت من الطقوس الثابتة في البرنامج الرمضاني للشيخ محمد بن راشد، تمثل فرصة للاقتراب من مدرسة الحكمة والتواضع لسموه، وهو يبث بين الحضور قبسات من نظرته وفلسفته في القيادة والحياة بالتركيز على بث الروح والطاقة الإيجابية لدى الإنسان لينطلق في مواجهات التحديات والعقبات ليتجاوزها ويحقق طموحاته في النجاح والتميز. وجعل من تلك الروح كتابا مفتوحاً ينهل منه كل باحث عن النجاح والفوز والإبداع، داعيا الأشقاء والأصدقاء للاستفادة من تجربة الإمارات الناجحة في البناء والتنمية، هذه التجربة التي كان عمادها وأساسها الإنسان بهدف تحقيق تطلعاته في الحياة الكريمة.
وجاء أمر سموه بمنح جمعية الصحفيين في الدولة دعما بقيمة خمسة ملايين درهم بمناسبة هذا الشهر الفضيل، ليجسد بعضا من صور الحدب والرعاية التي يحظى بها من لدنه الصحفيون، خاصة وهي تحمل لفتات إنسانية تتصل بتعزيز التكافل الإنساني على أرض الخير التي تشهد يوميا مبادرات خيرية وإنسانية تسعى للتخفيف من معاناة المحرومين والمحتاجين أينما كانوا ومن دون تمييز.
حرص الشيخ محمد بن راشد على التنقل بين ضيوفه الإعلاميين والترحيب بهم والاطمئنان على أحوالهم وتجاذب الأحاديث معهم، تجسد صورة من صور التواضع والتواصل التي تميز شخصية أبو راشد وتأسر من يقترب منها، ويدرك معها أحد أسرار نجاح تجربة الإمارات في بناء نسيج وطن واحد، وصورة لنهج المجالس المفتوحة والمشرعة لاستقبال كل ذي حاجة أو رأي من دون قيد أو حجر، فشكرا لراعي المبادرات الرفيعة سائلين الله أن يحفظه وهذا الوطن الغالي عزيزا شامخا.



ali.alamodi@admedia.ae