يقولون إن القناعة كنز لا يفنى، وهذه المقولة ثبت عدم صحتها البتة، فلا يوجد شيء اسمه قناعة، وليس هناك شخص يقنع، ولكنّ هناك شيئاً اسمه الطمع، ومصطلحاً يطلق عليه الجشع، ومهما كان لدى الإنسان ما يفيض عن حاجته فمحال أن يشبع. يتكالبون على الترشح في مختلف الاتحادات الرياضية، ويتصارعون من أجل الحصول على مقاعد العضوية، ويتنافسون على تولي زمام المسؤولية، ويضحون بواجباتهم العائلية، ويقصرون في مهامهم الوظيفية، مقابل الحصول على مناصب يفترض أنها تطوعية، لتنجلي لنا الحقيقة ويتضح المعنى، وهو أن الرياضة كنز لا يفنى. الرياضة لها سحر ولا عجب، يأتي هذا المسؤول، وفي لحظة غضب، يطلق الرياضة بالثلاث، ولديه الحق، ولديه السبب، فيقول إن البيئة فاسدة، والرياضة أصبحت طاردة، والمسؤول نفسه يعود بعد أن يراجع النفس، ويبتلع ذلك الكلام الذي قاله بالأمس، ولما غابت عنه الأضواء أصبح يحن، فتناسى ما قاله في السابق، وكأن شيئاً لم يكن، والوسط الطارد أصبح اليوم الجاذب، فهل كانت تلك استراحة محارب؟، أم عاودته حمى الظهور والجري خلف المناصب؟. وعلى الرغم من أن المنظر هو المنظر نفسه، والبيئة كما هي على حالها ولم تتغير، يوجد البعض بشكل دائم ومكرر، هم يعتبرون الرياضة شيئاً من إرثهم فلا يوجد غيرهم، يمتلكون صكوك الملكية، وفي حوزتهم مفاتيح مؤسساتنا الرياضية، يظهرون دائماً في لحظات النجاح، فلا يكفون عن الصياح، وعند الفشل لا تشاهد وجه عضو، ولا تسمع همسة مسؤول، فدائماً قضايا الفشل لدينا تقيد ضد مجهول. المنصب الرياضي ليس فقط صالة كبار الشخصيات، وتذاكر على الدرجة الأولى، ولكنه المفتاح الذي يفتح لصاحبه الأبواب بكل سهولة، وبالأمس القريب اتضحت معالم الصورة، عندما شاهدت تلك الوجوه واجمة ومذعورة، وشاهدت وجوهاً أخرى ضاحكة ومسرورة، فالدنيا حظوظ، واللقمة التي كانت قريبة من أفواه السابقين، فجأة وفي غمضة عين، أصبحت اليوم في بطون اللاحقين، هنيئاً لمن كسب ولا عزاء لمن غضب، أما نحن فليس لدينا طلب، سوى أن تقبلوا منا العتب، فالمنصب الرياضي لم يعد وجاهة وحسب، وليس مجرد لقب، ولكنه مغارة علي بابا وما فيها من كنوز وذهب. والآن فقط توصلت إلى معرفة سر الجاذبية في هذا الوسط، وتوصلت إلى الإجابات التي أبحث عنها بالضبط، واكتشفت بالدليل القاطع، أن الرياضة لها “سر باتع”، ودعوني أوضح لكم المقصود وأقرب المعنى، ألم أقل لكم سابقاً إن الرياضة كنز لا يفنى. Rashed.alzaabi@admedia.ae