يعد العرب من الشعوب المرهفة الإحساس لذلك برعوا في الشعر أيما براعة وجاء كلام الله المعجز في القرآن الكريم في المجال الذي برع العرب فيه، وقد عرفوا قيمة هذا الكلام المعجز نظراً لما تمتعوا به من البيان والبلاغة. قيل لعَقِيل بن عُلَفة: ألا تُطِيل الهِجَاء. فقال: يَكفِيك من القِلاَعة ما أحاط بالعُنُق. وقال بعضُهم: خيرُ الشِّعر المُطْمِع. وقيل لكًثَير: يا أبا صَخْر، كيف تصنع إذا عسر عليك قولُ الشعر، قال: أطوف بالرِّباع المُخْلِيَة والرياض المُعشِبة، فيسهُل عليّ أرْصَنُه وشُرع إليّ أحسنُه. ويقال: إنه لم يُستَدْعَ شارِدُ الشعر بمثل الماء الجاري، والشَّرَف العالي، والمكان الخَضِر الخالي أو الحالي. وقال عبدُ الملك بن مَرْوان لأرْطَاةَ بنِ سُهَيّة: هل تقول الآن شعراً، قال: ما أشرَب، ولا أطْرَب، ولا أغْضَب؛ وإنما يكون الشعر بواحدة من هذه. وقيل لكُثَيِّر: ما بَقِيَ من شِعرك، فقال: ماتت عَزّة فما أطرب، وذهب الشَبَابُ فما أعْجَب، ومات ابن لَيْلَى فما أرغَب - يعني عبدَ العزيز بن مَرْوان - وإنما الشعر بهذه الخِلالَ. وقيل لبعضهم: من أشعرُ الناس فقال: امرؤُ القيس إذا رَكِب، والنابغة إذا رَهِب، وزهير إذا رَغِب، والأعشى إذا طَرِب. وقيل للعجّاج: إنك لا تُحسِن الهجاء. فقال: إن لنا أحلاماً تمنعًنا من أن نَظْلِمَ، وأحساب تمنعُنا من أن نُظْلَمَ، وهل رأيتَ بانِياً لا يُحسِن أن يَهْدِم! سَمِع أعرابي رجلاً يُنشِد شِعْراً لنفسه، فقال: كيف تَرَى قال: سُكر لا حَلاوةَ له. وقيل لبعض علماء اللغة: أرأيتَ الشاعرين يجتمعان على المعنى الواحد في لفظ واحد فقال: عُقول رجالٍ تَوَافت على ألسنتها. قال بَشّار يَصِف نفسَه: للـه مـا راح فــــي جَـوَانـحــــهِ من لُؤْلُؤ لا يُنام عـن طَـلـبِـهْ يَخرُجْن من فـيه فـي الـنَـدي كما يِخـرُج ضوءُ السراج من لَهَبِهْ ترنُـو إلـيه الـحُـداثُ غـــــاديةً ولا تَمَلُّ الحديثَ من عَجَـبِـهْ وقال الطائي يذكر الشعر: إن القَوافِيَ والمَسَـاعِيَ لم تَــزَلْ مِثلَ النًظَام إذا أصابَ فَريدا من أجل ذلك كانتِ العربُ الألَى يَدْعـُون هذا سـُؤْدداً مَجْمُودا وتَنِد عندهــمُ الـعُــلا إلا عُــــلاً جُعلت لها مِرَرُ القَرِيض قُيُودا وقال أيضاً: ولم أر كالمعروف تُدْعَى حًقوقُـه مغارِمَ في الأقوام وهي مَغانِـمُ وما هو إلا القولُ يَسْرِي فيغتدِي لــه غُرَرٌ في أوجـــهٍ ومَـواسِـمُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae