شهر رمضان، شهر الخير، والبركة فيه أنزل القرآن على نبيه، هدى ورحمة، وهو شهر العبادة والتقوى والتقرب إلى المولى عز وجل بالفرائض والنوافل وفعل الخيرات مصداقا لقول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». وكما هو واضح من النص الكريم فإن الحكمة من الصيام هي التقوى، ومعنى التقوى كما يعرفها بعض العلماء هي أن يجعل المسلم بينه وبين عذاب الله وقاية عن طريق الامتثال لأموره واجتناب نواهيه.. ويؤكد العلماء أن الصوم مدرسة تجمع بين صنوف المناهج التربوية والتهذيبية والاجتماعية والاقتصادية، ومن أجل هذا فإن الله قد نسب عبادة الصوم له مصداقا لقول رسوله صلى الله علية وسلم « قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به». وبالرغم من أهمية كل ساعة من ساعات هذا الشهر العظيم إلا ان هناك البعض من المسلمين يتناسون أهمية وفضل هذا الشهر، لذلك تسود أحيانا بعض السلوكيات التي لا تتناسب مع هذه الفريضة، والحكمة التي شرع من أجلها. هناك قطاع عريض من الناس جعلوا من رمضان شهراً للنوم والكسل والإهمال وإهدار الوقت، فضلا عما يتسم سلوك العديد منهم بالعصبية، وضيق الخلق، ناهيك عن تكاسل بعض من الموظفين وإهمالهم لمصالح المراجعين، وعذرهم الوحيد «أنهم صائمون»... لو عدنا إلى تاريخ أمتنا لتيقنا ان شهر رمضان هو شهر الانتصارات والإنجازات في تاريخ المسلمين وخلاله وقعت أكبر المعارك والفتوحات الإسلامية، ولذلك فإن المعنى الحقيقي لطبيعة الشهر الكريم أنه شهر جد، وعمل، وإنجاز، وحسن خلق، وكرم، وسعة صدر وشهر عبادة وقراءة القرآن الكريم نبراس الأمة الديني والعملي والأخلاقي. ليتنا نتأمل قليلا في بعض الصور التي قد يقوم بها البعض خلال الشهر الفضيل بحجة الصوم والتي تعكس في مجملها قلة الوعي الديني كما يشير علماؤنا الكرام.. منها تحويل الشهر الفضيل الى سهر بالليل ونوم بالنهار، لتأتي النتائج في اليوم التالي.. بعض الناس يبدو واضحا عليهم عدم القدرة على التحمل وضيق الصدر وعبوس في وجه المراجعين وليس لديهم القدرة بالرد علي استفسارات المراجعين وأحيانا عدم الاكتراث بهم، وعدم مراعاتهم، وكأن الصوم بدلا من تهذيب الأخلاق، يعكس وجوهاً سلبية غير قادرة على الأداء، متناسين أنهم موجودون في هذه الاماكن لخدمتهم. المفترض في المسلم الصائم أن يجيد عمله كما في الأيام السابقة للشهر الكريم، من ناحية استقبال المراجعين والتبسم في وجوههم ومنحهم الثقة في التعامل معه وإشعارهم بأن هذا حقهم وانه ليس متفضلا عليهم، وأن هذا واجب المهنة التي كلف بها، وبالمقابل على المراجعين أن يقابلوا ذلك بحسن تصرف ولطف ويراعوا الشهر الفضيل.. وكل عام وانت بخير. jameelrafee@admedia.ae