تحل اليوم ذكرى مرور 36عاماً على ذلك الاجتماع التاريخي للقادة المؤسسين في منطقة أبومريخة، والذي أثمر قراراً تاريخياً بتوحيد القوات المسلحة، يجسد رؤية القادة المؤسسين لتعزيز أركان الدولة الوليدة، وتحقيق تطلعات أبناء الوطن الواحد نحو المزيد من الخطوات والإجراءات لتحقيق التلاحم الوطني واستكمال بناء مؤسسات الدولة الاتحادية.
وما بين ذلك اليوم التاريخي، وما أظهرته قواتنا المسلحة الأسبوع الماضي في ختام التمرين العسكري المشترك”خليج2012” من حرفية وكفاءة عالية مسيرة حافلة بالإنجاز والعمل والبذل والعطاء، مسيرة زادها الحب والإخلاص والوفاء والولاء والانتماء.
وقامت على رؤية جلية واضحة في بناء قوات مسلحة على أعلى قدر من الكفاءة والجاهزية القتالية والعدة والعتاد المتطور، لتكون الحصن الحصين والسياج المنيع لحماية صون مكتسبات الوطن والذود عن ترابه الطاهر، وعوناً وسنداً للحق في نصرة الشقيق والصديق وغيث المستغيثين عند الخطوب، ولتساهم في تعزيز أمن واستقرار العالم لما فيه خير البشرية جمعاء.
رجال من إمارات المحبة والعطاء كانوا دوماً يحملون أرواحهم على أكفهم، وهم يلبون نداء الواجب الأخوي والإنساني، شاهدناهم في أماكن شتى من العالم، يؤكدون ذلك النهج الذي خطه القائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بأن تكون الإمارات ورجال الإمارات سفراء وجنوداً للحق والخير. كانوا هناك في لبنان مع قوات الردع العربية، وشاركوا في تحرير الكويت عندما غزاها الجار والشقيق، وفي الصومال وكوسوفو وأفغانستان وليبيا. وساهموا في التخفيف من معاناة ضحايا الفيضانات في باكستان واليمن، وغيرها من المناطق وأينما دعا الواجب الإنساني؛ فقواتنا المسلحة تؤدي واجبها العسكري والإنساني بكل كفاءة عالية واقتدار.
قد كان لي شرف مرافقة هؤلاء الرجال في مناسبات ومواقع مختلفة. ففي مجتمعات محرومة هبوا لإغاثتها تلمس مقدار الامتنان والتقدير لهؤلاء الرجال، وهم بجوارهم في أحلك الظروف يخففون عنهم ما ألم بهم، ويؤدون مهامهم بكل كفاءة واقتدار ونبل وإيثار يعبرون عن عقيدة ورسالة قامت عليها دعائم إمارات المحبة والعطاء.
ولم يكن هذا المستوى الرفيع الذي أصبحت عليه القوات المسلحة لدولة الإمارات ليتحقق لولا الاهتمام والدعم والرعاية المستمرة من لدن قائد مسيرة الخير، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى، والمتابعة الدؤوبة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
واليوم وكل من تشرف بالانتماء لإمارات المحبة والعطاء، ينظر بفخر واعتزاز لإسهامات ودور رجال القوات المسلحة في تعزيز شعور كل منهم بالأمن والأمان. ويشاركهم تجديد عهد الولاء والانتماء، بأن إنجازات ومكتسبات الوطن يحيط بها سياج من قلوب تخفق له إخلاصاً ووفاءً، ولسان يلهج بالدعاء والثناء للخالق عز وجل أن يظل صرح الإمارات شامخاً ورايتها ترفرف عالية في ذرى الأمجاد بقيادة خليفة الخير وإخوانه الميامين.وكل عام والوطن وحماة الوطن في خير.


ali.alamodi@admedia.ae