قال قتيبة بن مسلم لبنيه: لا تطلبوا الحوائج من كذوب فإنه يقرّبها وإن كانت بعيدة ويبعدها وإن كانت قريبة، ولا من رجل قد جعل المسألة مأكلة فإنه يقدم حاجته قبلها ويجعل حاجتك وقاية لها، ولا من أحمق فإنه يريد نفعك فيضرك. قيل: إنه وجد في كتب الهند: ليس لكذوب مروءة ولا لضجور رياسة ولا لملول وفاء ولا لبخيل صديق. وقيل: أمران لا ينفكان من كذب: كثرة المواعيد وشدة الاعتذار. وقال: كفاك موبخاً على الكذب علمك بأنك كاذب. وقال رجل لأبي حنيفة: ما كذبت قط. فقال: أما هذه فواحدة. وفي المثل: هو أكذب من أسير السند، وذلك أنه يؤخذ الخسيس منهم فيزعم أنه ابن الملك. ويقال: هو أكذب من الشيخ الغريب، وذلك أنه يتزوج في الغربة وهو ابن سبعين سنة فيظن أنه ابن أربعين سنة. وقيل: هو أكذب من مسيلمة. ومما قيل في ذلك من الشعر: حسـب الكـــــذوب مـــــن البلـ ــية بعــــض ما يحكـــى عليـــــه مــا إن ســـــــــمعت بكذبــــــةٍ مــــن غيـــــره نســـبت إلـيــــــه كان الناس في بلدنا يختلفون في حساب أيام شهر رمضان فأردت أن اعتمد على نفسي في حساب أيام الشهر، فاشتريت جرة وكنت أضع حصاة في الجرة عقب مرور يوم من أيام الشهر وكان ابني الصغير يريد أن يعبث بالجرة فزجرته وقلت له: إياك والاقتراب من الجرة. وأتاني بعض أهالي بلدتنا قبل نهاية الشهر وقد اختلفوا في عدد أيام الشهر وجاءوا ليحتكموا إلي فقلت لهم: انتظروا فإني سوف آتيكم بالخبر اليقين. فدخلت وأحضرت الجرة وعددت الحصى فبلغت مائة وعشرين فاستعظمت العدد وقلت لنفسي: لو صدقتهم بعدد الحصى لحسبوني أبله، لذلك سأقسم العدد إلى قسمين ثم خرجت وقلت لهم: هذا هو اليوم الستون من الشهر فضحكوا وتعجبوا لما قلته وقالوا: ومتى كان الشهر يزيد على ثلاثين يوماً؟ فقلت لهم : ما بالكم تهزأون؟ لو قلت لكم الحقيقة على حساب الجرة لكان هذا اليوم هو اليوم المائة والعشرون من الشهر فاقنعوا بما قلت فإنه خير لكم. بشار بن برد: يا ليـت لـي قلبــاً بقلـب يثيـــبُ أوْ لَيْـتَ لـي حُبًّـــا بحُبِّـي يُنِيــــبْ مــلـكُ قلبـــي لا يمــــلُّ الهـــوى يَاطُـــولَ إِغْرامــي بمــنْ لاَ يُجيــبْ قلْبـــي وهمِّـــي أذْهَبَـــا رَاحَتـــي فالنفــس حـرى ولعينـــي غــروبْ لـمْ تَـــرَ مثْلـــي بَيْـــنَ مِثْلَيْهمـَـــا هــــذا بــه داءٌ وهـــذا كـــــذوبْ قَـــــدْ كَلَّفَانــي عَمَــلاً خَائبــــــاً وعامـــلُ اللـه الــذي لا يخيـــــبْ للـــــه دري ليــس لـــي منــــزعٌ عـن حـبِّ ســلمى وهواها مــريبْ Esmaiel.Hasan@admedia.ae