عندما يتعثر أي فريق لدينا يقدم بعض المحللين نفس الوصفة التي أصبحت أشبه بالأسطوانة المشروخة، وهي أن على الفريق تدعيم صفوفه بلاعبين محليين إذا ما أراد المنافسة، دون أن يتكرم علينا هؤلاء المحللون بتحديد في أي “سوبر ماركت” يوجد هؤلاء اللاعبون المحليون، حتى تهرع الأندية إلى هناك وتسد نواقصها وفي المراكز التي تحتاجها. كذلك تجد إدارة الوصل نفسها بين المطرقة والسندان، إذ يطالب الأرجنتيني مارادونا بتدعيم صفوف الفريق بمجموعة من اللاعبين المحليين ويهدد بالرحيل إذا لم تتم تلبية هذه المطالب، وإذا ما اعتبرنا أن مطالب مارادونا تبدو شرعية ومن أبسط حقوقه حتى يدرك النجاح، إلا أنها قد لا تعتبر واقعية في ظل قلة المعروض وزيادة الطلب على اللاعبين المواطنين. هناك ندرة في المواهب المحلية، والنادي الذي يضم في صفوفه لاعباً أو أكثر من الذين يمكن أن نطلق عليهم “مميزين” يتمسك بهم، ويعض عليهم بالنواجذ، ويعلق عليهم لافتة “ليس للبيع” على اعتبار أن التفريط بلاعب محلي في هذا الزمان قد يجر على النادي الكثير من الويلات والمصائب، ولن يكون قادراً على تعويضه في المستقبل واسألوا جماهير النصر التي لا تزال تتحسر على التفريط بالعديد من الأسماء المحلية الموهوبة قبل عدة سنوات. وبالإضافة إلى قلة المعروض، فإن عمر الموهبة المحلية قصير للغاية، ومن النادر أن يحافظ أي لاعب صاعد على بريقه ولمعانه، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن الدور الغائب أو المغيب لأكاديميات كرة القدم وقطاعات المراحل السنية في الأندية ومخرجاتها، وهل عقمت هذه القطاعات عن إنجاب المواهب في معظم الأندية، بينما يكون الوضع أفضل نسبياً في أندية أخرى، فهل هي مسألة تتعلق بالحظ والنصيب، أم أن العمل الجاد هو الفيصل في هذا الشأن؟. أحد القراء الأعزاء قدم لي اقتراحاً أجده جديراً بالطرح والدراسة، إذ يرى أن الوضع في الوقت الحالي يتمثل في أكاديميات بالأندية، يكون الانخراط فيها والانضمام إليها خاضعاً لرحمة ومزاجية المسؤولين بالأندية ويتطلب الدخول إليها شروطاً مختلفة وقد يكون من ضمنها “الواسطة”، ويقترح القارئ كمخرج وحيد لندرة المواهب في الوقت الحالي أن يتم إنشاء أكاديميات منفصلة عن الأندية تكون تابعة ومدعومة مادياً لاتحاد الكرة، على أن توجد أكاديمية في كل إمارة يتم فيها صقل هذه المواهب، وتكون مثل “سوبرماركت” بالنسبة للأندية. هذه الفكرة جديرة بالطرح والدراسة وتقدم بها أحد القراء، ولم أعثر عليها في كتيب أنيق لأحد المرشحين في انتخابات اتحاد الكرة، ولنتذكر أن كل المشاريع الجبارة والمبتكرة، بدأت بفكرة. راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae