من أعظم نعم الله على هذه البلاد، أن حباها قيادة جل انشغالها بمستقبل مواطنيها وتأمين غد الأجيال القادمة، وهي تستعد لتحديات المستقبل بالتخطيط الاستراتيجي على المدى المتوسط والبعيد وحسن الإعداد لأدوات الغد.
وهو نهج قامت عليه منذ بواكير التأسيس، وأصبح معه ابن الإمارات ينظر للمستقبل بكل ثقة واقتدار.
تجدد التعبير عن هذا الانشغال في تصريحات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال لقاء سموه الليلة قبل الماضية السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي. وحملت كذلك حرص إمارات المحبة والوفاء على القيام بدور إيجابي في “استتباب الأمن والاستقرار في محيطنا، وأن نكون مصدر تفاؤل في المنطقة”.
ولا يملك التفاؤل بالمستقبل إلا أصحاب الهمم العالية، من خلال تقديم المبادرات الإيجابية لمواجهة التحديات المستقبلية.
مبادرات تقوم على التنمية الشاملة المستديمة وتوفير فرص العمل والإبداع للأجيال الواعدة وبناء قاعدة للمستقبل.
ومع إشراقة شمس كل يوم جديد، يستقبل وطن التفاؤل إضافة جديدة لمبادرات بناء قاعدة ذلك المستقبل بلبنات جديدة في صرح الإمارات الشامخ. وفي غضون الساعات الثلاث والسبعين الماضية فقط، كانت لجنة تنفيذ مبادرات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تعتمد مشاريع جديدة تعزز رخاء ورفاهية الإنسان. وفي ساعات تالية كان المجلس التنفيذي برئاسة ولي عهد أبوظبي يعتمد مشاريع جديدة اتسمت بالشمول والتنوع في قطاعات الإسكان والرعاية الصحية والبنية التحتية والمشروعات ذات المردود التنموي بعيد المدى، مثل محطات الطاقة النووية من خلال برنامج الإمارات السلمي الصديق للبيئة، والذي سيساهم بشكل كبير في خفض كلفة إنتاج الطاقة، وحظيّ بتصنيف المعيار الذهبي عالمياً.
تفاؤل يبث التفاؤل لشحذ الهمم وحشد الطاقات للبذل والعطاء، والالتفاف حول قيادة جزلة العطاء، للحفاظ على منجزات ومكتسبات الوطن. تفاؤل للعمل والإنجاز والإبداع والتميز، فالتحدي يواجه بالعمل والإخلاص والوفاء والولاء والانتماء الصلب والراسخ لإمارات المحبة والعطاء.
وتلك هي الرسالة التي حملتها الإمارات وقيادة الإمارات، وهي تعمل على تحقيق الخير والسعادة لمواطنيها، وتسهم بسياساتها ونهجها الحكيم في تعزيز الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي بما يعود بالخير للبشرية ويدعم السلم العالمي، خاصة في هذه المنطقة من العالم، حيث تتقاطع وتتداخل مصالحه الحيوية بصورة لا تحتمل مغامرات القفز فوق المجهول والشعارات السقيمة التي لا تقدم حلولاً للقضايا، وإنما تزيدها تعقيداً وتفاقم من معاناة ومحنة وعزلة أصحابها. والتاريخ الذي لا يرحم شواهده عديدة، وهي غير بعيدة عنا ولا تزال ماثلة للعيان.
لقد كانت تجربة البناء الوطني والتنمية في الإمارات أنموذجاً متفرداً صيغ بإرادة وحكمة القادة المؤسسين، وصان النهج والعهد خليفة وإخوانه الميامين، حتى اطمأن الإنسان لمستقبله ولم يعد المجهول مجهولاً بالنسبة له، بعد أن تحقق له الحاضر الزاهي وهو يتطلع بحب وتفاؤل وثقة وتمكن واقتدار للمستقبل الزاهر، ولله الحمد والمنة، عز من قال “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ، وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً”.


ali.alamodi@admedia.ae