تروعنا مرات كثيرة أحوال طلبتنا من الأجيال الجديدة، ومدى ما وصلوا إليه من ضحالة في المعلومات العامة، خاصة تلك التي تخص بلادهم وتاريخهم ورموزهم الوطنية، وكأن الأمر لا يعنيهم وهم ذاهبون في غيهم لا يفقهون، حتى أنك لا تصدق ما تسمع، وتعتبرها إشاعات مغرضة من الجيل القديم من باب التندر عليهم:
ففي دراسة أجريت على 400 طالب وطالبة من العرب، رأى 23 في المائة منهم أن خالد بن الوليد شخصية لا مكان لها في التاريخ، وأنها شخصية وهمية، وأن ياسر عرفات مصري حسب 33 في المائة منهم، وأن كتاب”نهج البلاغة” من تأليف طه حسين بحسب 27 في المائة منهم، وأن مصعب الزرقاوي من الصحابة، وأعتبر 47 في المائة أن اللغة العربية في طريقها للزوال، وأن اللغة الإنجليزية هي المستقبل.
وإذا كانت تلك الحال بالنسبة للطلبة العرب، فإن الطلبة البريطانيين الجدد استنكروا الشخصية الوطنية التاريخية ونستون تشرشل، وقال 25 في المائة من العينة المستهدفة والبالغة 3 آلاف طالب وطالبة، إن تشرشل شخصية خرافية، فيما قال 70 في المائة منهم إن “الفرسان الثلاثة” و”روبن هود” و”شارلوك هولمز”، شخصيات حقيقية، وأن كليوباترا شخصية سينمائية، أما 47 في المائة منهم، فقد أجزموا أن ريتشارد قلب الأسد، شخصية أسطورية، وأن الكاتب تشارلز ديكنز، من الثوار الإيرلنديين.
أما حال طلبتنا في الإمارات، فليس بأفضل من حال الطلبة العرب والبريطانيين، فقد رأيت طالباً تخطى الابتدائية والإعدادية والثانوية حتى بلغ الجامعة، ولا يعرف قراءة أربع سطور في نفس واحد دون أخطاء لا تليق بطالب جامعي، وفي الإملاء لا يعترف بألف إلا الألف الممدودة، ولا يعتقد أن للهمزة ضرورة سواء أكانت وراء الحرف أم على الحرف، ومرة وحين طرح سؤال على فئة كبيرة من طلاب الثانوية مرشحة للدخول إلى الكلية، أجمعوا أن الماجدي بن ظاهر من شعراء القبائل، ومنهم من أعتقد أن بينونة هي من الجزر التابعة لإمارة أبوظبي، وفيها حقل بترولي، الأمر الغريب أن ولادة دولة الإمارات اختلطت عليهم بين 2 و3 ديسمبر، وعام 71 و 72، أما أسماء حكام الإمارات المؤسسون، فقد غابت بعض الأسماء.
وإذا كان حال الطلبة هكذا، فمرة أراد مدرس شويعر وناظم أن يتسلق على كتف أدونيس، فبعد أمسية شعرية، وقف ذلك المدرس قائلاً لأدونيس، كل شعرك غامض ولا فيه جَرس موسيقي، فقال له أدونيس: السائل معلم لأي مادة، فقال: اللغة العربية، فرد أدونيس: يبدو أنك معتاد على الجَرس المدرسي لتقرعه، فتسمع صوته الموسيقي، وكان الأجدر أن تقول يا أستاذ جرس بتسكين الراء، لا فتحها!
وإن كانت إجابات الطلبة الجدد هكذا، فما هي إجابات معلميهم عن التكنولوجيا ومستجدات العصر، بحيث يصفوا غوغل بأنه أديب روسي!


amood8@yahoo.com