لم يعد السؤال: ماذا يحدث في الشارقة؟، لكنه بات: كيف يخرج «الملك» من هذا النفق المظلم؟، وكيف ينجو من مقصلة الهبوط؟، التي أصبح قاب قوسين منها، وأمر بقائه وارد، فلا تزال هناك 9 نقاط في الملعب لكنها أغلى وأثمن من 57 نقطة كاملة، هي التي مضت، أضاعها من أضاع، وحصد بعضها أو أكثرها من حصد، وأصبحت النقاط التسع، وربما 5 فقط منها تساوي الكثير، وكفيلة بأن تشعل صراعاً وتحبس أنفاساً وتسعد المحظوظ وتدمي قلوب الجرحى. ما حدث في الشارقة قد حدث، وأسبابه سواء التي فوق السطح أو التي تحته، معلومة للجميع، ويكفي للتدليل على ما أصاب الشارقة من تخبط يدفع الفريق ثمنه الآن، أن خمسة مدربين تبادلوا قيادة دفته الفنية، بداية من البرتغالي ازينها، الذي تمت إقالته قبل بداية الموسم، ثم عبدالعزيز العنبري الذي قاد الفريق مدرباً مؤقتاً لمباراة واحدة، قبل أن يؤول الأمر إلى الروماني تيتا الذي ذهب وعاد، وما بين خروجه وعودته، حل عليهم فييرا لبضعة أيام، ثم عبدالمجيد النمر، ومع كل هؤلاء ظلت الأزمة على حالها، بل إنها تفاقمت بمرور الوقت. ولم يكن حال الإدارة في النادي، أكثر استقراراً من المدربين، فقد تم تغيير إدارة يحيى عبدالكريم، ليتولى المهمة مجلس جديد، بقيادة الشيخ أحمد بن عبدالله آل ثاني، ومع الإقرار بسلامة النوايا ونبل الهدف، إلا أن التغيير في حد ذاته، وفي توقيتات بعينها، يكون حملاً ثقيلاً على الفريق وعلى الإدارة نفسها، إذ أن طبيعة الأشياء تميل إلى الاستقرار وإلى أن يكون التغيير في توقيتات معينة، حتى لا يتحمل القادم عبء من سبقوه ولا نورثه تركة لا نعرف ما لها وما عليها. أما حال الفريق، فقد كان أشد إيلاماً، إذ سارت التعاقدات على طريق وعر، ينبئ عن تخبط، فتعاقدت الإدارة مع فاندينهو وإيمان مبعلي ومارسلينهو وادينهو، ثم خرج فاندينهو ودخل الصربي ايجور وبعدها خرج ايجور وعاد فاندينهو ورحل مبعلي وتم التعاقد مع الكوري لي سانج والأوزبكي تيمور كبادزي، ولعل من يتابع خط سير التعاقدات ومن راح، ومن عاد، يدرك أن الأمر غاب عنه التروي، ودراسة الاحتياجات الحقيقية للفريق، الذي لم يتعاقد مع أي مدافع أجنبي على الرغم من الحاجة الماسة لذلك. وما بين المدربين الأجانب والمواطنين، فتحت إدارة النادي جبهات قانونية على نفسها، وكأنها بحاجة إلى المزيد، وخسرت قضاياها مع الوصل في أزمة فهد حديد، ومع الأهلي في قضية غانم بشير، وبذلك، تعددت الجبهات والثغرات، وتاه الفريق في غمرة ما يكابده «الملك» الذي يخسر الكثير كل يوم من رصيده الزاهي الذي جمعه عبر سنوات من التألق والعطاء. والآن .. ماذا يفعل الشارقة؟.. بالطبع لن يتخلص في يوم وليلة من صفقاته الفاشلة ولن يعيد الاستقرار بلمح البصر، لكن كل ما مضى لا يمنع أن الفريق بإمكانه أن يخرج من المأزق، وأن الإدارة تتحمل معظم المسؤولية في الفترة العصيبة الحالية، وعليها أن تعيد الفريق سريعاً إلى الطريق، وأن تستنهض في اللاعبين همم المسؤولية، لعلهم ينجون، وإذا ما نجوا.. ساعتها يبدأ العمل. كلمة أخيرة: مثلما يحسب النجاح للجميع .. الفشل أيضاً مسؤولية الجميع. mohamed.albade@admedia.ae