كأنها النخلة المظللة، ترفرف بأغصان العطاء لأجل إنسان لا يشفه شظف ولا يكويه لظى، تعمل مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية على بسط سجادة الخير، ونشر أواني الفضيلة، في الشهر الفضيل، على امتداد الجغرافية الإماراتية المباركة في هذا الشهر سوف تقوم 587 أسرة بالمشاركة في إعداد مليون و760 ألف وجبة موزعة على 110 مراكز في أنحاء الدولة، وبدعم مادي ومعنوي من قبل مؤسسة خليفة الإنسانية. هذه المؤسسة، هذه النافذة المضيئة، المطلّة على شطآن ووجدان وأشجان بحنان سماوي، لا يكل ولا يمل عن بسط نفوذ البهجة في نفوس الناس المحتاجين، والذين يجدون أنفسهم من خلال هذه المؤسسة المعطاء، والتي تكلل جهودها بمزيد من البذل، وكثير من الجهود لأجل إسعاد الإنسان ورفع الحاجة عن كاهله. ومشاركة الأسر في الإنتاج تفتح طريقاً واسعاً أمام ذوي الدخل المحدود لأن يعطوا وأن يشعروا بقيمة عطائهم وجهدهم وعرقهم، هذه الفكرة المستقاة من «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» مبعثها الحث على العمل، والتشجيع على المشاركة في إنتاج الفرحة، إلى نفس المنتج بما عمله، ونفس المستهلك بما استهلك. هذه الرؤية الإنسانية الرائعة التي تبنتها المؤسسة ورسمت خطوطها العريضة، إيماناً من المخلصين والصادقين أن الإنسان قادر على العطاء، وكل حسب طاقته، وقدراته، وما دام الأمل موجوداً فلا يأس ولا قنوط، الأمر الذي يضع كل إنسان أمام مسؤولياته والتزاماته الأخلاقية والوطنية. هذه هي الوطنية، وهذا هو الانتماء ليس شعاراً براقاً وإنما عمل دؤوب، وفعل يشق الدروب، وعندما تشعر الأسر بأن من يقف وراء جهودها مؤسسة أخذت على عاتقها إنجاح كل جهد، فإنها لا تخشى العواقب ولا تتردد، ولا تتقاعس ولا تتكاسل، بل تقدم على المشاريع بنفس راضية مرضية، وبإرادة قوية وعزيمة صلبة، وتقتحم ميدان العمل بشجاعة أهل الصحراء، مؤزرة بالحب مكللة بالنجاح، معززة جهودها بهذا الانتماء الكبير لوطن يؤسس إنسانه على وشائج التلاحم والانسجام والالتئام. وطن الإنسان، يشد بعضه بعضاً، وتتكاتف الجهود من أجل زراعة السعادة في النفوس أعشاباً وارفة وقشيبة يانعة يافعة، باسقة متناسقة. نشعر بالفرحة بخيام تلون سقوفها بابتسامات الذين تجمعوا على موائد الخير والذين تزخرفت عيونهم ببريق الحياة. هذه هي الإمارات، وهذا عنوانها. عطاء بلا حدود وسخاء لا تصده صدود. علي أبو الريش | ae88999@gmail.com