هكذا هي التباشير.. زهر الربيع هذه المرة بنفسجي، وهو الزاهي بين الألوان، طربت بمقدمة العين، فلا أفق غيره، هو فرحنا حين تخلف الأزهار موعدها، وحين تكف الأغصان عن دعوة العصافير المهاجرة إلى فنن أو عش طارئ لأيام، قبل رحيلها السرمدي باتجاه سموات زرقاء لا يحدها البصر، وهو سعدنا بعد سنوات شبه عجاف حين امتنع قوس قزح عن الظهور في أفق العين، وغابت تلك البطولات التي تشجي، وتجعل من منازل المدينة التي تتجمل لوحدها في حالة انتشاء ومسرة، هي بطولة عاشرة، وبطولة خامسة بعد العشرين، هكذا التاريخ وما دوّن، رحلات شاقة كانت، لكنها جميلة بكل المقاييس، ومفرحة حين تدخل شيئاً من السعادة التي نتمناها أن تدوم على العين وأهلها، فكلما عانقنا بطولة كانت مدينتنا تتمخطر باللون البنفسجي، زينة الملوك، وبهجة السلاطين، مبروك هو هذا الربيع، وكله عطر هو البنفسج.
? أتعبنا الريال والبرشا، وأتعبا معهما الكثيرين، تعب من الفوز الكثير، وتعب من الألقاب المتكررة، وتعب من الهزيمة القاسية والمؤلمة حين تكون، تعب من المباريات الكثيرة، وتعب من الملاعب المتعددة، والبطولات العديدة، فنكاد أحياناً لا نعرف في أي بطولة نحن، وحين يكون الناديان مثل الريال وبرشلونة من القوة والتنظيم والإدارة العلمية والمحسوبة والمحسودة، فلا بد من أن يلتقيا محلياً وقارياً ودولياً حتى، لقد اتعبنا هذان الناديان، وأرهقتنا مبارياتهما حتى كدنا أن نشفق على اللاعبين وعلى أنفسنا من هذا الجري طوال العام، ورغم ذلك هي المتعة التي لا نود الفكاك منها، وهو التعب الذي نتمناه، ما أجمل الريال، ويا محلا برشلونة.
? لا يمكنني أن أشاهد فريق الشارقة، وما حلّ بهذا النادي العريق إلا وأتألم، فلا يمكن أن يتحول من عز وتاريخ وبطولات ومنجم للمنتخب الوطني إلى ملك جريح، قد لا أتألم لنادي الشعب الذي يعاني ظلمات الهبوط منذ سنوات بقدر ما يعز عليّ أن أجد الشارقة محاصراً كأسد السيرك، يحسب الأيام، ويحسب ما بقيت له من نقاط، بعد ما كان يجاري الريح وحده، غير حافل بالعد، ولكنه حافل ببطولات متوجة، هي اليوم غائبة، ومنذرة بالهبوط إن لم تكن استفاقة، و”ربيع” يشبه الربيع العربي.
? لا يمكنني أن أتصور أن سنة واحدة تكفي مارادونا في الإمارات، فقد صار فاكهة الدوري، ومستقطب وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وهذا وحده مكسب للإمارات ولدبي وللوصل، يكفي أننا أصبحنا نشجع الوصل، لا.. ونتمنى التعادل إذا ما لعب الوصل مع أحد أنديتنا، فقط لكي لا ينزعج مارادونا، ولكي يبقى متألقاً على الدوام، ولو على حساب فرحنا الصغير.


amood8@yahoo.com