لا أدري ما الداعي لإقامة مسابقة الرديف وجدوى الاستفادة منها، ولماذا نكبد الأندية ميزانيات ضخمة للتعاقد مع الأجهزة الفنية، واستقدام أو الإبقاء على اللاعبين بعقود احترافية مع ضآلة الاستفادة منهم مع الفرق الأولى؟. وأي مسابقة خارجية تنتظرها والاتحادان الآسيوي والدولي ليس لديهما بطولات لفئات غير محددة العمر مثل الرديف عندنا، فكل مسابقاتهما لمراحل سنية تحت 14 أو 15 و17 و19 و20 أو 22، وهناك بعض الاتحادات الوطنية في بعض الدول كانت تنظم مسابقات لفئات عمرية أكبر من ذلك، ولكنها توقفت. شخصياً لا أرى أي جدوى لهذه المسابقة، سوى تكديس اللاعبين فيها، ومنعهم من الانتقال إلى أندية منافسة أخرى، ويقول البعض إن الاتحاد الانجليزي ينظم بطولة «الرزيرف» وحورناها نحن إلى الرديف، متناسين أن هذه الأندية تعتبر المسابقة لجاهزية لاعبي الفريق الأول الذين لا يشاركون مع الفريق في بعض المباريات، وهم بمستوى الأساسيين نفسه عندها، فيما نحن نادراً ما نشارك عناصر من الرديف مع الفريق الأول، وإنما نعتبرها مجالاً لمعاقبة اللاعبين. فإذا كان الهدف من وراء مسابقة الرديف الاحتفاظ بأكبر عدد من اللاعبين، علينا أن نرفع عدد لاعبي الفريق الأول إلى 32 لاعباً أكثر أو أقل، ونوفر على الأندية مصاريف مالية، من جراء تعاقداتها مع لاعبين ومدربين وطواقم طبية وفنية، ونطلق سراح الآخرين ليجدوا فرصتهم مع أندية أخرى، قد تكون بحاجة إلى جهودهم، وبذلك نكون قد حققنا الهدف من المسابقة، وقدمنا خدمات إلى الأندية واللاعبين. وبعد أقل من أسبوع سوف تعقد الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، وهناك العديد من النقاط مطروحة على جدول أعمالها، ولتكن مسابقة الرديف إحدى النقاط التي يجب مناقشتها وتقييمها من الجمعية، لأن هناك مطالبات بإلغاها، بعد أن ثبت عدم جدواها، وسمعت هذا المطلب من مسؤولي بعض الأندية، خاصة أندية الدرجة الأولى التي كانت يوماً رافداً لمنتخباتنا الوطنية، شكوى عدم جدوى هذه المسابقة، وتذهب إلى أكثر من ذلك، وهو أن اللاعب الذي يتجاوز عمره عمر المسابقات السنية، ولم يجد فرصته للمشاركة مع الفريق الأول، فلا داعي من الاحتفاظ به في صفوف الرديف، ومن الأفضل أن يطلق سراحه، ليبحث عن مستقبله مع نادٍ يحتاج إلى جهوده في السنوات المتبقية من عمره في الملاعب، ونكون بذلك عملنا بمعايير الاحتراف، وابتعدنا عن الأنانية السلبية بحق لاعبينا، وحققنا أهداف مسابقاتنا، ووفرنا على الأندية مصاريف مالية، قد تصرف لدعم وتعزيز الفريق الأول والمسابقات السنية والأنشطة الأخرى. لست مشرعاً ولا فنياً في مجال اللعبة، ولكن إعلامياً متمرساً وإدارياً عايش كرة القدم في مواقع مختلفة، فان كان الاتحاد يرى ضرورة الإبقاء على المسابقة، فان بعض الأندية ترى عكس ذلك، لعدم جدواها وكلفتها المادية. وأمام الجمعية العمومية القادمة متسع من الوقت لمناقشة هذا البند، وغيره من البنود التي تناولها الإعلام الرياضي، بناء على ملاحظات إداريي ومسؤولي الأندية، خاصة في بند لائحة أوضاع اللاعبين والعديد من النقاط الأخرى التي يتم تداولها في المنتديات، وحان الوقت لمناقشتها في الاجتماع القادم وإحالتها بعد ذلك إلى اللجان المختصة لتقييمها واتخاذ قرار بشأنها. Abdulla.binhussain@wafi.com