أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أن “رؤية الإمارات 2021” تهدف إلى جعل الدولة مركزاً للامتياز في اللغة العربية، لأنها أداة رئيسية لتعزيز هويتنا الوطنية لدى أجيالنا القادمة، ولأنها المعبرة عن قيمنا وثقافتنا وتميزنا التاريخي، خاصة أن لغتنا العربية هي لغة حية غنية نابضة بالحياة بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفي عام، وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل. جاء ذلك بمناسبة إطلاق سموه حزمة من المبادرات النوعية الهادفة إلى الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها في مجتمع الإمارات، وتعميمها للفائدة من دراساتها وتطبيقاتها إلى كافة أرجاء الوطن العربي، وقد شملت المبادرة الكريمة ميثاقا للغة العربية لتعزيز استخدامها في الحياة العامة، ومجلسا استشارياً لتطبيق مبادئ الميثاق ورعاية كافة الجهود الهادفة لتعزيز وضع اللغة العربية واستعمالاتها في كافة مجالات العمل اليومي، بجانب مبادرات تتعلق بإحياء اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة وإبراز المبدعين من الطلبة فيها، وتشجيعهم في الارتقاء بمهاراتهم في الخط والإنشاء والتدوين والشعر، وكافة مجالات اللغة وفنونها، وكذلك تم إطلاق كلية للترجمة، ومعهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى مبادرة إلكترونية لتعزيز الأدوات والبرامج ورفع قيمة المحتوى العربي على شبكة “الإنترنت”. الآن.. ما على المحبين للعربية والذين يهمهم رفع شأنها، وبلوغ مرامها إلا أن يعملوا أكثر، وبصمت أقل، لأنهم يحسنون صنعاً، ويقدمون أمراً له قدسيته، وتاريخه، ومساهمته في رفد الحضارة الإنسانية على مر عصور طويلة، ولا نريد أن نسمع يوماً أحد أبنائنا، وهو يتعلثم في تكوين جملة صحيحة بالعربية أو يخجل من لغته وهو يقدم نفسه للآخرين باعتباره أقل أو أصغر، فيوما ما كانت اللغة العربية مصدر فخر الأوروبيين في عصر النهضة لأنها لغة ارستقراطية ونخبوية، ولغة مرجعية في العلوم والطب والفلسفة، ولا نريد تهاون الأسرة في شيء يمس الهوية العربية لمجتمعنا، بدعوى الفخر الاجتماعي والتمايز عن الآخرين بأن أبناءهم يرطنون الإنجليزية كأهلها، ولا يعرفون أن يتحاوروا مع جدتهم مريفة أو عذيجة، هذه مسألة ليس فيها فخر مطلقاً، لأنها تنم عن جهل وعدم وعي وطني، ويترتب عليها أمور كثيرة وقاسية على الأسرة قد لا تتحملها في مستقبل أولادهم وخط سير حياتهم فيما بعد، علموهم من اللغات إن شاء الله أربع، لكن وعاء الذاكرة أجعلوه عربياً، والصلصال الأول اتركوه عربياً، وفصاحة اللسان غرّبوهم من أجلها لتكون عربية، لأنها أشياء قريبة من ذلك النابض القلب، والذي يشكل القناعات، ويشكل الأحاسيس، ويشكل الانتماء، ويشكل الكثير من الحب. كلمة أخيرة، لدي الكثير لأقوله بشأن العربية تلك اللغة الأم، وهوية مجتمعنا، لكنني أختصرها بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ولمبادرته الشريفة والسامية. ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com