يُقَال: تَعِبَ الرجلُ، وَنَصِبَ، وَوَنَى، وأَعْيَا، وكَلَّ، وَلَغِبَ بِفَتْحِ الغين وكسرها، وهو فِي تَعَب، وَنَصَب، وَعَنَاء، وَكَدّ، وَجَهْد، وَمَشَقَّة، وهو فِي نَصَب نَاصِبٍ، وَنَصَب مُنْصِب، وَجَهْدٍ جَاهِدٍ، وَعَنَاءٍ مُعَنٍّ. وقد أَتْعَبَهُ هَذا الأَمْر، وَجَهَدَهُ، وَكَدَّهُ، وَأَنْصَبَهُ، وَعَنَّاهُ، وَأَعْنَتَهُ، وَأَلْغَبَهُ، وَأَرْهَقَهُ، وقد لَقِيَ منه عَنَتاً شَاقّاً، وَتَحَمَّلَ منه رَهَقاً شَدِيداً، وَعَانَى فيه بَرْحاً بَارِحاً . وَبَاتَ فُلان تَعِباً، وَانِياً، لاغِباً، مَجْهُوداً، مَكْدُوداً، قد أعْيَا من التّعب، وَكَلَّ من السَّعي، وقد خَذَلتهُ قوّتُه، وَخَذَلَهُ نَشَاطه، وَكَلَّ غَرْب نَشَاطه، وَبَاتَ مَنْهُوكَ الْقُوَى، مَهْدُود الْقُوَى، مَحْلُول الْعُرَى، مُرْتَهِك الْمفاصل. ورأيتُهُ يَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ تَعَباً، ويَئِنُّ من التعب، وَيَتَأَفَّفُ من الْكَلال، وقد تَصَبَّبَ عَرَقاً، وارْفَضَّ عَرَقاً، وَتَفَصَّدَ جَبِينه عَرَقاً، وجاء يمشي مُتَطَرِّحاً، وَيَرْسُفُ رَسْف الْمُقَيَّد، وقد تساقطَ من الإِعياء، وَتَهَالَكَ على مقعده من اللُّغُوب، وأصبح لا تُقِلّهُ رِجْلاهُ، وَلا تَتْبَعُهُ رِجْلاهُ . وفلان لا يعرفُ الرَّاحَة، ولا يَذُوقُ لِلدَّعَةِ طعماً، وإنه لرجل كَدُود، دائب العمل، دائِب السعي، لا يقف على سَاق، ولا يَطْمَئنُّ جنْبه إلى مَضْجَع، وقد أنصَبَ نفسه في العمل، وتَحَامَل على نفسه، وَكَلَّفَهَا فوق طاقتها، وحملها جَهْدا ونَصَباً، وقد تَبَيّن فيه أثر التعب، وظهرَت على وجهه دلائل الجهد، ورأيْتهُ متغير اللون، شَاحِب الْجسم، وَانِي الْحَرَكَة. وَيُقَال تَحَلَّلَ السَّفَر بِالرّجُل إذَا اعْتَلَّ بعد قدومه. قال ابن عبد ربه: يَا أَيُّها المَشْغُوفُ بِالحُبِّ التَّعِبْ كمْ أَنْتَ في تَقْريبِ مَا لا يَقْترِبْ دَعْ وُدَّ مْنْ لا يَرْعَوي إذا غضِبْ وَمَنْ إِذَا عَاتَبْتَهُ يَوْماً عَتبْ إِنَّكَ لا تَجني مِنَ الْشَّوكِ العِنَبْ.... أحمد شوقي: أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟ بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ وقلبتُ أمري لا أرى لي راحةً إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ وفي الليلة ِ الظلماءِ، يفتقدُ البدرُ وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا ومنْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae