اسندي رأسك المتعب على صدري واسنديني.. رأسك المتعب بالحنين المملوء بغبار السنين وخضب النوق بحداء الصحارى وأريحية الفرسان، اسندي راسك على صدري وحدثيني عن صوتك المغناج يرن في غزل الصحارى عن الليل البارد الزائد في أوردة العشاق، صوتك الراعش الاخضرار، صوتك العذب الذي تحضنه الريح، تسافر به، تنثره على وحشة القوافل في ضجيج القيظ ووهج الأنفاس، صوتك الذي يردده البدو في حدائهم المكتظ بالحنين فيربط الليل ويزهر النهار. غني لي يا أمي وانشدي قصائدك التي حفظتها منذ صباك المضيء حتى عتمة القبر: مريت على القنطرة والقنطرة تيري وقلت يا القنطرة مروا عليج أهلي مرت خشبهم وتمت دمعيتي تيري تيري كما القاف والقفاف والسدري والسدر يطرح الرازقي حين يعبر اشتعال حنجرتك بالحنين وبسيول الأمطار محملة بالخصب إلى رحم الوديان.. غني يا أمي وهزيني على سرير حضنك فأنا طفلة عرفت مذاق النوم وقدح الأحلام فوق صدرك وتحت كم ثوبك الواسع كالمحيط.. أنت المحيط يا أمي وأنا أبدا راكضة علمتني العوم وفتحت ثغورك لجنون مراكبي وها أنا يا أمي تنخر القارب صواري وتهزني الرياح، أين انصب الأشرعة إذا كيف تبحر المجاديف بي نحو شواطئ قلبك. غني يا أمي وانتظريني.. hamdahkhamis@yahoo.com