اقترب الحلم أكثر من أي وقت مضى، واليوم قبل 24 ساعة من المباراة النهائية لكأس الخليج بنسختها الحادية والعشرين والمقامة في المنامة، ويلتقي فيها منتخبنا الوطني مع نظيره العراقي والكأس ثالثهما، تداعبهما وتغازلهما من تلك المنصة، ولتسجل لأحدهما خاتمة سعيدة لأجمل قصة. كأس الخليج حدث يختلف عن أي حدث، والوجود في البطولة وكواليسها الظاهرة، وتلك المستترة فيه فوائد أكثر من سبع، إضافة إلى المتعة، ولا تكتمل فصول هذه المتعة بل لا تتكامل جماليات الصورة سوى عندما يكون لديك فريق هو حديث الجميع، لا يتركك أو يتخلى عنك لتمشي وحيداً، ولكنه يكون معك جنباً إلى جنب، يحلق بأمانيك وأماني الشعب، وقد تحققت هذه العناصر في هذه البطولة فها نحن نصل إلى خط النهاية ولسنا بمفردنا ولكن معنا المنتخب. وغداً سيكون لنا موعد مع العرس، والتحدي الذي نخوضه سيكون مع النفس، وفي الطريقة التي سنظهر عليها قبل التفكير بالمنافس الشرس، ويجب ألا نعول كثيراً على المستويات التي قدمناها منذ بداية المسابقة، وفي اليوم الختامي لا يتم الاستناد إلى نتائج المباريات السابقة، فما مضى كان شأن وغداً شأن آخر، وغداً اليوم الأهم لتحقيق الحلم. غداً لن يكون يوماً للمحللين الذين يظهرون على شاشات القنوات ويتبرعون بمحض إرادتهم في توزيع المراكز، وتحديد الفريق الخاسر والتكهن بهوية الفائز، وتقسيم تركة البطولة من الألقاب وحتى الجوائز، كما أنه ليس يوماً للصحف وما تسطره من تقارير و”مانشيتات”، بعضها قد يكون صحيحاً وبعضها يهدف إلى تعبئة الصفحات، غداً يوم للاعبين ونجوم منتخب الإمارات. واليوم ورغم وصولنا إلى المباراة النهائية ورغم ما يقولونه عن فريقنا الأبيض، إلا أننا لا نجزم ولا نؤكد ولا نفرض، فإذا كانت رؤوسنا في السماء، فإن أقدامنا يجب أن تكون على الأرض؛ لأن المنتخب العراقي لم يصل إلى هذا المكان عن طريق الصدفة أو بضربة حظ، فإذا كان لاعبونا أسوداً فالمنافس ليس بالحمل، كما أنه ليس بالصيد السهل، ومثلما نمتلك الطموح فهم لا يقلون طموحاً عنا، ومثلما لدينا دوافع ومحفزات لديهم دوافع وحوافز مثلنا. وحتى نصل إلى النهاية السعيدة علينا أن نستعد، وتفكيرنا لا يجب أن يتعدى مباراة يوم غد، واليوم قبل 24 ساعة من أهم 90 دقيقة تفصلنا عن بوابة المجد، لا يجب أن نستعجل الفرحة بقدر ما علينا أن نجتهد، فأعملوا كل ما بوسعكم، وضعوا نصب أعينكم، أننا كلنا معكم من شعب ودولة وبيت متوحد. Rashed.alzaabi@admedia.ae