التطوع رافد أساسي، ولاعب رئيس لتنمية المجتمع، في شتى قطاعاته، ومجالاته المختلفة والمنوعة، ورافد لا غنى عنه، وفي غاية الأهمية للنهوض بالمجتمع، والارتقاء والإعلاء من مكانته، ومع التطوع والمساعدة وتكاتف الجهود تتكامل الأدوار، وتتضافر من خلاله الجهود وتتلاقى حوله الأفكار لتجسد أبلغ معاني التآزر والتعاون وروح البذل والعطاء لمصلحة بناء الإنسان والوطن. من هذه المعاني الرائعة للعمل التطوعي، ينطلق أبناء الوطن لخدمة وطنهم، ومجتمعهم، فهو أحد الأدوات التي ننطلق منها، لتعزيز هذه الروح التي من شأنها أن تعمّق وتعزّز هذه المعاني والقيم النبيلة في نفوسنا، خاصة لدى الناشئة والأطفال ليتربوا على القيم السامية التي تربى عليها الآباء والأجداد، وغرستها فينا القيادة الرشيدة واستلهمناها منهم، فأنبل المعاني والقيم والأخلاق تعلمناها من والدنا الشيخ زايد رحمه الله رحمة واسعة، بل وحرص أن يغرسها في نفوسنا ويربينا عليها لتظل على الدوام، وتتحول إلى سلوك يومي لا نعرف سواه ولا نحيد عنه. وبحكم أدوارنا المجتمعية، وانتمائنا للوطن الغالي والذي يضرب به المثل في كل مبادرة وقيمة نبيلة وأخلاق ونهضة وتطور ورقي وحضارة، وما ورثه لنا الآباء من مكارم أخلاق، ومبادئ قيمة نابعة من عروبتنا الأصيلة، يجب علينا اليوم ترجمة هذه القيم والمبادئ إلى واقع ملموس. ذلك لا يعني أننا تخلينا عن قيمنا ومبادئنا التي تربينا عليها، ومنها وما أود أن أتحدث عنه في هذه الأسطر هو ثقافة التطوع، فكل الشكر والثناء لكل فرد، ولكل مؤسسة، تؤدي هذه الرسالة على أكمل وجه، وتسعى دائماً إلى تفعيل دور المبادرات التطوعية في شتى المجالات والقطاعات حتى بات قطاع التطوع، عنصراً أساسياً في أي عمل جماعي أو تنظيمي يقام على أرض دولتنا الفتية، فالخير مغروس فينا، ولكن بين فينة وأخرى نحتاج لتفعيل ثقافة التطوع لترسيخها من جهة، ولتوجيه رسائل لفئة من المجتمع تكون هذه الثقافة غائبة عنهم بمحض إرادتهم. التطوع، أو المتطوع يؤدي رسالة نبيلة سامية مكللة بروح من الانتماء والمحبة، وهي اليوم مبعث فخر واعتزاز لنا جميعاً، والمتتبع للمواقع الاجتماعية، سجل بإجلال وتقدير دعوة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على موقعة الاجتماعي التويتر إلى إطلاق حملة لتنظيف البر، والصحراء بالدولة، وبفطرتهم تفاعل أبناء الوطن بشكل منقطع النظير، ما يعكس أصالة أبناء الوطن وحبهم لكل ما من شأنه خدمة أرض الإمارات، ومكونات حياتها المختلفة، وخدمة مجتمعها، بل وتسابق الجميع ليكون أول من يحضر. هذا الترحيب يحسب لأبناء الإمارات المحبين لوطنهم، والمحافظين على بيئتهم، كما يحسب للشيخ عبدالله بن زايد، مبادرته التي فاقت التوقعات لتكون حملة على مستوى الدولة، وبالتعاون مع متطوعي تكاتف، إذ قامت “تكاتف” على الفور بتحديد أماكن التجمع في مختلف مناطق الدولة من العين الى المنطقة الغربية مروراً بدبي والشارقة وأم القيوين، وصولاً إلى رأس الخيمة. فلنكن هناك يوم العشرين من يناير الجاري، لأننا جميعاً نحب البر... محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae