كتبت هنا منذ ما يقرب من عام مضى، بعد أن شاهدنا التغيرات التي حدثت على خريطة السياحة العالمية، خاصة العربية منها تأثراً بالمتغيرات السياسية التي طرأت على الساحة وأحدثت ارتباكاً لدى الكثيرين في اختيار وجهتهم السياحية الصيفية في ذلك الوقت، وقلت إنه قد حان الوقت لتشجيع السياحة البينية الخليجية خاصة أن صناعة السياحة في الإمارات أصبحت متفوقه لدرجة كبيرة وأصبحنا نمتلك كافة المقومات التي تساعدنا على أن نكون الوجهة الرئيسية بمنطقة الخليج. وإنني وبعد ما شاهدته خلال هذا العام من تحركات تسويقية وترويجية مدروسة للقائمين على صناعة السياحة بإمارات الدولة، علمت أننا نسير على الطريق الصحيح وأن هناك من لدية الرغبة الأكيدة على انتعاش السياحة البينية الخليجية إلى دولة الإمارات، وبالفعل وجدنا خلال الإجازات المتنوعة هذا العام سواء إجازة صيفية أو الأعياد أو الإجازات الدراسية إقبالا غير مسبوق من السياحة الخليجية يتدفق على إمارات الدولة، وكان آخرها إجازة الربيع، حيث لم نجد موضع لقدم بإمارة دبي وارتفعت نسبة الإشغال بشكل كبير بإمارة أبوظبي وإمارة الشارقة، وذلك يدل على النجاحات التي حققتها الحملات الترويجية، والتي دعمتها المهرجانات والفعاليات التي حدثت خلال هذه الفترة والتي كانت مصدر جذب كبير. والأكثر من ذلك ما تناولناه سابقاً عندما أعلنت هيئة سياحة أبوظبي في وقت سابق أن هدفها خلال عام 2011 تحقيق مليوني نزيل وتحدثنا عن أننا أصبحنا نضع تحديات لتجاوزها، وبالفعل تجاوزت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أهدافها خلال عام 2011 وحققت زيادة قدرها 6,5%، هذا يدل على كفاءة المقومات التي يتم وضعها والتخطيط الجيد لتحقيق هذه الأهداف المرجوة، وبالطبع الأمر أصبح أصعب حالياً، إذ علينا أن نحافظ على هذه الإنجازات التي تحققت وأن نضع أهدافاً أخرى سوف نتمكن من تجاوزها أيضاً بفضل الجهود التي يقوم بها القائمون على هذه الصناعة. وإذا نظرنا إلى الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة، والتي تتواكب مع الطفرة السياحية التي تزامنت مع تدشين العديد من الفنادق والمنتجعات الجديدة والمنشآت الشاطئية الفاخرة، والتي تتلاءم مع كافة الاحتياجات والمتطلبات بإمارات الدولة، إضافة للتمثيل الجيد بالمؤتمرات والمعارض السياحية التي كان آخرها معرض سياحة الحوافز والمؤتمرات والأعمال الذي عقد في أبوظبي ومن قبله حضور كبير بمعرض برلين وموسكو ونحن على موعد مع الملتقى 2012، والذي سيعقد في دبي في الفترة من 30 أبريل وحتى 3 مايو القادم. والآن تم الرد الواقعي على السؤال الذي كان يدور في خاطرنا من إن السائح الخليجي يفضل دائما السفر إلى أوروبا وأميركا أو أي من الدول خارج منطقة الخليج.. فهل لدينا هنا ما يجذبه؟، ولكن الرد جاء واضحاً حيث استقطبت الإمارات ملايين السياح الخليجيين خلال الفترة الماضية والهدف حالياً هو عبور حد التسعة ملايين سائح خليجي، ونعلم جيدا أن جميع العاملين بقطاع السياحة في حالة استنفار كبيرة استعدادا لموسم الصيف والمهرجانات ونرجو أن يكون دائما هناك الجديد والجديد من إمكانات وفعاليات، وأن نولي السائح الخليجي الاهتمام الذي يستحقه، حيث إن تحقيق الأرقام وتجاوزها أمر جيد، ولكن المحافظة على ذلك هو الصعب ونحن أصبحنا قادرين على مواجهة التحديات خاصة في قطاع صناعة السياحة. وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com