دعاني أحد الأصدقاء الجدد يوماً لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم التي تقدم ما يسمى "وجبات حد الإشباع" ولاحظ عزيزي القارئ الإشباع لا الشبع، وفي الإشباع لغة قسر وزيادة، ولأني أعرف حدود قدراتي اكتفيت بلفافة أو سندويتش، فاستشاط صاحبي غضباً مني قائلاً:يا أخي أنا دعوتك لوجبة حتى الإشباع، غريب أمرك، لو أني أعرف أنك ستطلب" عروسة" لما دعوتك من الأساس، لقد أخجلتنا أمام الناس! وقد أصبت بالدهشة لما رأيته من زبائن وجبة الإشباع فقد كانوا في حالة هيستيرية مع وجباتهم، وأحسست بأن الواحد منهم يكاد ينفجر، ولكنه يواصل حشر الطعام بما أوتي من شراهة، وقد تناول صديقي المرافق أربعاً وعشرين قطعة من الدجاج بالتمام والكمال، وأصر بعدها أن يتحلّى بحلويات في محل آخر! كان لأشعب خرق في بابه، فينام ويخرج يده من الخرق ويطمع أن يجيء إنسان فيطرح في يده شيئاً من الطمع. ووقف على امرأة تعمل طبق خوص فقال: لتكبريه فقالت: لمَ ؟ أتريد أن تشتريه؟ قال: لا، ولكن عسى أن يشتريه إنسان فيهدي إلي فيه، فيكون كبيراً خير من أن يكون صغيراً. وقالت صديقة أشعب لأشعب: هب لي خاتمك أذكرك به، قال: اذكريني أني منعتك إياه؛ فهو أحب إلي. وقال مرة للصبيان: هذا عمرو بن عثمان يقسم مالاً، فمضوا، فلما أبطأوا عنه اتبعهم؛ يحسب أن الأمر قد صار حقاً كما قال. ودعا زياد بن عبد الله أشعب فتغدى معه، فضرب بيده إلى جدي بين يديه، وكان زياد أحد البخلاء بالطعام، فغاظه ذلك، فقال لخدمه: أخبروني عن أهل السجن ألهم إمام يصلي بهم؟ وكان أشعب من القراء لكتاب الله تعالى، قالوا: لا، قال: فأدخلوا أشعب فصيروه إماماً لهم، قال أشعب: أو غير ذلك؟ قال: وما هو؟ قال: أحلف لك -أصلحك الله- ألا أذوق جدياً أبداً، فخلاه. عنترة العبسي: قــــــــَوْمي صَمَامِ لمن أرادُوا ضيْمَهُمْ والقاهـــــــرون لكلَّ أغلبَ صـــــال والمُطْعمُونَ ومـــــــــــــا عليْهمْ نِعْمة والأَكــــرَمـون أباً ومحتدَ خـــــــــال وإذا الأُمــــــــورُ تحوّلـــــــتْ ألفَيْتَهُم عصــــــمَ الهوالك ساعـــــة َ الزلزال وهــــــــمُ الحماة ُ إذا النّساءُ تحسّرتْ يـــــــــوْمَ الحفاظِ وكانَ يوْمُ نــــَزَال يقصون ذا الأنــــــــفِ الحمى َّ وفيهم حلــــــمٌ وليسَ حرامهمْ بحــــــــلال المُطْعِمُونَ إذا السّنُونُ تَتَابَعـــــــــتْ محلاً وضنّ سحابها بسجـــــــــــال Esmaiel.Hasan@admedia.ae