تستضيف عاصمتنا الحبيبة أعمال قمتي طاقة المستقبل والمياه، ومؤتمر الطاقة المتجددة التي انطلقت يوم أمس، وشهدت الافتتاح الرسمي لأسبوع أبوظبي للاستدامة الذي كانت فعالياته قد بدأت في الثالث عشر من الشهر الجاري، وتختتم يوم غدٍ.
الحضور العالمي الكثيف لهذه الفعاليات، بمشاركة عدد من قادة وزعماء العالم، يحمل في طياته تقديراً عالمياً رفيعاً لقيادة وطن دائم الانشغال بالمستقبل، لكل ما فيه خير ونماء أبناء الإمارات والإنسانية جمعاء. وما اهتمام الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بتحقيق التنمية المستدامة وقضايا ندرة المياه والطاقة المتجددة، إلا تأكيد لذلك النهج.
وأستحضر هنا تأكيدات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال محاضرة علمية، استضافها المجلس العامر لسموه، في نوفمبر 2011، بأن الماء أهم من النفط بالنسبة للإمارات، وغيرها من بلدان الجزيرة العربية التي تواجه تحديات تزايد معدلات نمو السكان، ومحدودية موارد المياه، متسائلاً عن الصورة التي سيكون عليها الوضع بعد 50 عاماً.
يوم أمس، وسموه يفتتح تلك الفعاليات، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قال سمو ولي عهد أبوظبي «إن دولة الإمارات العربية العربية المتحدة تزود العالم بالطاقة منذ نحو نصف قرن»، وهي ماضية في التزاماتها بمسؤولياتها «كعضو فعال في المجتمع الدولي»، حيث تعمل «لضمان أمن الطاقة والمياه والغذاء، وتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الحياة الكريمة لأجيال الحاضر والمستقبل». مؤكداً سموه «أن أبوظبي توفر منصة عالمية للتعاون، وإبرام الشراكات الاستراتيجية، بهدف إيجاد حلول عملية لهذه التحديات، وذلك من خلال مبادرات مثل القمة العالمية لطاقة المستقبل، والقمة العالمية للمياه، واستضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) على أرض الدولة».
وقبل أيام من انطلاق هذه الفعاليات العالمية المتميزة، كنت أتابع تقريراً عن مبادرة «مصدر» ومشروعاتها العالمية الضخمة، حيث ستنير هذه المبادرة النوعية من الإمارات، خلال العام الجاري، نحو نصف مليون منزل في بريطانيا، ضمن مشروع «مصفوفة لندن» الذي يعد أكبر مشروع في العالم لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية. كما تنفذ الإمارات في إسبانيا أربعة مشاريع، تجعل من مشاريعها أكبر شركات توليد الطاقة الشمسية المركزة في العالم. وفي سيشل تنفذ «مصدر» مزرعة للرياح بطاقة 6 ميجاواط من الكهرباء، تساعد الجزيرة على توفير 3,5 مليون لتر سنوياً من الديزل المستخدم للمولدات. وفي موريتانيا تخطط المبادرة الإماراتية «مصدر»، ومن خلال محطة كهروضوئية، لتوفر 10% من استهلاك الكهرباء هناك.
ومحلياً يعد مشروع «شمس 1» الذي كان العمل فيه قد بدأ صيف 2010، أول مشروع للطاقة الشمسية بهذا الحجم في الدولة، ويمثل أهمية كبيرة في تحقيق أهداف أبوظبي لتوليد 7% من الطاقة، من مصادر متجددة بحلول 2020.
إنها الإمارات، وقيادة الإمارات، وجهودها الريادية لتحقيق كل ما من شأنه نفع وخير أبناء الإمارات والإنسان أينما كان، إنها رسالة ونهج وطن الانشغال بالمستقبل، وامتلاك أدواته، للتعامل مع تحدياته بوعي وعلم.



ali.alamodi@admedia.ae