في المسح الدولي لهيئة الأمم المتحدة عن الدول الأكثر سعادة، تأتي الإمارات رافلة بحلة التفوق والفرادة، متقدمة بالرقم 17 من 20 دولة حازت شهادة البراءة من أي تعاسة تذكر لشعوبها.
هذا التقرير المنصف، لم يدهشنا، فالإمارات لها قصة مع السعادة، وفحوى القصة أن الحب عندما يصبح قاسماً مشتركاً بين القائد وشعبه، فإن “الأنا” المطالبة دوماً، بالمثال والنموذج، لا تجد ما ينقصها أو ينغصها، ولا تصطدم بجدر أو خدر، فالطريق إلى العلاقة السوية سالك وسوي ومعبد بالأزاهير والعناقيد، ما يجعل للسعادة بيتاً مؤثثاً بمخمل الرضا، وما يجعل الإنسان يملك نفسه ويمتلك الأرض التي يمشي على ترابها ويمارس حقه في الوجود من دون عقبات أو عوائق.
هذه هي الإمارات تستحق هذا التقرير، ولها الحق أن تفتخر بقيادتها وشعبها اللذين يسيران دوماً باتجاه النهوض بالروح ورفع غصن الشجرة إلى آفاق رحبة وأراضٍ خصبة، ومناح تزهر وتزدهر بألوان الحياة.
إنسان الإمارات السعيد ما بدد عمراً في الفراغ، وما سدد رمية في صدر الآخر، إنسان الإمارات يمضي حقباً يتتبع خطوات الأمل، ويقتفي أثر الإخاء، وأسئلته المفتوحة باتجاه السماء أن يمن الله بالخير على الناس أجمعين.
شعب الإمارات لم يوصد باباً ولم يغلق نافذة، بل إن قلبه وبيته مفتوحان، مشروحان بالبيان والتبيين لأجل أن يفهم العالم أن الحياة هي نقطة التلاقي ما بين الأنا والآخر، ومتى ما تصالح الكائن البشري مع نفسه عقد العزم وبثقة على التآخي والتصافي مع الآخرين دون وجل أو ملل أو كلل.
شعب الإمارات ساور الناس أجمعين عن أخلاقهم بصفاء ضمير وحسن نية، فاستطاع أن يصل بلا عناء ولا شقاء إلى شغاف قلوبهم، ويمتلك محبتهم، وينال ثقتهم به بلا ريبة أو مرية.
شعب الإمارات الواحد المتحد، المتوحد بقيادة ألهمتها الفطرة أن تنحو باتجاه التآلف، ومنحتها العبرة دروس التاريخ، فاستطاعت بحنكة القيادة، وفطنة الريادة، وميزة الفرادة، أن تصيغ بخيوط من حرير نسيجاً اجتماعياً منسجماً ثقافياً وأخلاقياً وقيمياً ودينياً، ما جعل المشهد الإنساني مثالاً يحتذى به وينال تقدير العالم لبلادنا، وأول التقدير هذه الوجوه الملونة والألسن المدونة للغات ولهجات تزخرف المكان بتغاريد وهديل.
مشهد الإمارات الحضاري سر السعادة، وأكسير حياة تنعم بالحبور وفتنة التفاؤل.
مشهد الإمارات الحضاري مساق جديد ونسق أحدث، يضع دول العالم الأخرى والتي لم تزل بعد ترزح تحت نير الفقر والقهر وعبودية الأمية أمام اختبار صعب، فكيف تكون شعوبها سعيدة، وهي تعج في بحور الظلمات، وتغوص في عتمة خانقة. الدرس يأتي من الإمارات، انسجموا، تصالحوا مع أنفسكم تصحوا، سعادة النفس من صلاحها وتصالحها.




marafea@emi.ae