بالنسبة لمعظمنا، لم يكن مستغربا أن تسجل الإمارات مركزا متقدما في نتيجة المسح الذي أجرته الأمم المتحدة لقياس نسبة رضا الشعوب ومدى شعورها بالسعادة في الدول التي تعيشها، بحصولها على المركز الأول عربيا والسابع عشر عالميا. لا نقول ذلك من باب الغرور لا سمح الله، أو الشعور بالرضا عن الذات، وهي أمور مدمرة إذا أصابت فردا أو مجتمعا، ولكن نقوله من واقع الحياة المريحة التي يعيشها معظم القاطنين على هذه الأرض، والتي جعلتهم يشعرون بالرضا، فالحياة في الإمارات ولله الحمد تسير بسلاسة ولا توجد ممارسات قهرية أو عقد تنغص على الناس حياتهم وتدفعهم إلى التعاسة، بل ما يحصل هو العكس تماما حيث يلمس الجميع مدى حرص القيادة المطلق على توفير سبل العيش الكريم لمختلف أفراد المجتمع وفق سيادة دولة القانون والحفاظ على الحقوق. لن نعدد الأسباب التي تجعل حياة الناس سعيدة في الإمارات، لأن القائمة ستطول بشكل لا تتسع له الزاوية، ولتقديرنا بأن شهادتنا ستظل مجروحة بحكم الانتماء للمكان، وبحكم الرابط العاطفي الذي يربطنا بهذه الأرض، لكن سنستشهد بتقرير الأمم المتحدة عن التنمية المستدامة في 2011 وهو بالتأكيد متجرد في حكمه من أية مجاملة أو تعاطف. التقرير في بدايته يتوقف عند نقطة مهمة للغاية، وهي أن الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي لا يوجد من بين سكانها من يعاني من الفقر المدقع، إذ بلغت نسبة الفقراء في دولة الإمارات صفراً، كما أن نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر يصل نسبة ضئيلة للغاية، وتعد من أقل المعدلات عالميا حسب التقرير الذي توقف عند نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في الإمارات، والذي وصل إلى 59.9 ألف دولار (220 ألف درهم) العام الماضي، ليكون ثاني أعلى نصيب للفرد من الدخل القومي الإجمالي في العالم. التقرير يقول إن معدل الرفاهية أو الرضا العام عن الحياة في الإمارات يبلغ 7.1 درجات، وهو معدل يعد من أعلى المعدلات العالمية، وفقاً للتقرير، ويقارب المعدل السائد في الولايات المتحدة، نيوزيلندا، السويد، سويسرا، النرويج، أستراليا، النمسا، الدنمارك، ويفوق المعدل السائد في دول مثل المملكة المتحدة، ألمانيا، فرنسا، سنغافورة. كما صنف التقرير الإمارات في فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً، وجاءت في المرتبة الـ30 لعام 2011 في مؤشر التنمية البشرية العالمي، متقدمة بذلك مرتبتين عن تصنيفها في عام 2010 لتظل الأولى عربياً للسنة الثانية على التوالي. وإذا أضفنا كل ذلك إلى الأمور التي نعرفها، فإنه من الطبيعي أن تسود السعادة وترتفع معدلات الرضا بين أفراد المجتمع، واللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال. salshamsi@admedia.ae