كم كانت الصور جميلة، وفيها دفء الأب وحرص المسؤول على تأسيس أجيال الغد، ولقد حملت صور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع بناته الزهرات اللاتي التففن حوله وهو يطلق مبادرة التعليم الذكي للمدارس الحكومية الكثير من المعاني والرسائل، ما يكفي لبناء أمة قائمة على التواصل والحب والولاء والحرص على بناة المستقبل الذين يسكنون في قلب القيادة وعيونها وهي ترسم مستقبلهم بكل دقة وتأن، وفق أحدث الخطط والمعايير العالمية للتأسيس، لمستقبل لا سقف لطموحه، ولا يعرف المستحيل، متسلحاً بروح التحدي والإصرار وعزيمة الرجال التي تربى عليها ابن الإمارات.
التعليم في الإمارات دائما هو نقطة الانطلاق في مشاريعنا التنموية البشرية، لبناء إنسان قادر على مواجهة التحديات ومواكبة العصر بتقنياته وعلومه المتطورة المتجددة كل لحظة.
وقد حرصت القيادة على أن يواكب الطالب في الدولة أحدث أساليب التعلم، ليكون قادراً على التعاطي والتعامل مع أحدث العلوم وأكثرها تعقيداً. وذلك تنفيذاً لرؤية رئيس الدولة الذي يعتبر التعليم ركيزة أساسية لمسيرة البناء والتنمية.
والمبادرة التي أطلقها نائب رئيس الدولة أمس الأول، لإحداث تطوير جذري للتعليم في المدارس الحكومية بقيمة مليار درهم وتزويد المدارس بصفوف ذكية وخلق بيئة تعليمية جديدة تعتمد على التقنيات الحديثة، تثبت المبدأ الذي أرسته الدولة منذ تأسيسها وهو بناء الإنسان المتسلح بأدوات العصر ، وهذا المشروع الضخم سيؤسس لانطلاقة قوية في مدارسنا التي تشكل قاعدة الابداع والتميز الذي تنشده الدولة في كافة القطاعات.
فالرؤية والطموح كما قال الشيخ محمد بن راشد لمستقبل أفضل للإمارات يبدآن من مدارسنا وصفوفنا ومناهجنا التعليمية، وأجيالنا الجديدة تقع عليهم مسؤولية كبرى في تحقيق هذه الطموحات ومسؤوليتنا الوطنية تجاههم هي إعدادهم لعالم جديد يتطلب مهارات متقدمة، نريدهم أن يكونوا جاهزين له حتى ينفعوا أنفسهم وأوطانهم، فطلابنا وأبناؤنا يستحقون الأفضل في مجال التعليم وواجبنا أن نوفره لهم.
عندما تكون هذه الرؤية وهذه المشاريع هي الخطوط العريضة التي ينطلق منها التعليم، فإنه يحق لنا أن نطمح بالفعل لمستقبل أفضل لأجيال الغد، ولطلابنا وطالباتنا، وتعليم نموذجي ومثالي وفق أحدث البرامج العلمية والتعليمية على مستوى العالم، وإذا كانت قيادتنا تطمح لذلك وتوفر كل الدعم والمساندة لأفضل المشاريع يتوجب على القائمين على التعليم أن يترجموا هذه الرؤية الطموحة على أرض الواقع، وأن يعالجوا بل يبتروا كل العلل والهموم والمشاكل، التي رافقت مسيرة التعليم بالدولة في السنوات الأخيرة، وجعلت الميدان التربوي ومدارسنا أشبه بحقول تجارب للغث والسمين من الشرق والغرب، نستجلب الصالح والطالح من غير هدى، أو رؤية واضحة، ليدفع فلذات أكبادنا الثمن باهظاً.


m.eisa@alittihad.ae