في ليلة من الألق والبهاء، زادها ألقاً و بهاءً حضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سلم سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي “بيرق” النسخة الخامسة من “ شاعر المليون” للشاعر الإماراتي راشد أحمد الرميثي، تأكيداً للإبداع والمبدعين في وطن التميز. وتأكيداً للمكانة التي يحظى بها الشعر النبطي في”دار زايد”، الحاضر الغائب، والذي كان- رحمه الله- مدرسة وقامة في هذا اللون الشعري من فنون وآداب الجزيرة العربية.
وقد استأثر-طيب الله ثراه- بشهادة للتاريخ حول دوره في إعلاء مكانة شعراء النبط، قالها الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الحرس الوطني في دولة الكويت الشقيقة، في فيلم بالمناسبة جرى عرضه خلال الحفل، و أشاد فيه بدعم واهتمام قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله لإبراز الموروث وصون التراث والفنون الشعبية، وفي مقدمتها هذا اللون من الشعر الشعبي.
لقد حظيت هذه المسابقة الشعرية المتميزة بمتابعة واسعة النطاق من قبل عشاق الشعر النبطي على امتداد الوطن العربي، والساحة الشعرية في الخليج والجزيرة، بل امتد صيتها ليشغل وسائل إعلام غربية، جاءت لمتابعة المسابقة “المليونية” التي ترتقي في كل دورة من دوراته مستوى إعداداً وتنظيماً، وكذلك في حجم المشاركات وأعداد المشاركين فيها وحجم الجوائز المرصودة.
لقد كانت ليلة من ليالي النور والضياء والألق والبهاء، والقاعة تزهو بترانيم في عشق الوطن، تردد مع مطرب الحفل الفنان عيضة المنهالي كلمات الأوبريت الجميل التي صاغها الشاعر المبدع جمعة بن مانع الغويص.
وحوى المشهد الزاهي بريق فن كاد أن يندثر، وحرصت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على إبرازه، ونعني به فن “النعاشات” الذي يعد أحد أشهر الفنون الشعبية الخاصة بالمرأة في الإمارات، ويتميز بجمالياته المتعددة، حيث تصطف الفتيات لأداء هذا اللون الفني الضارب في القدم، بأثوابهن المزركشة وهن يتمايلن بشعورهن السوداء الطويلة، يثرن حماس شباب القبيلة، ويذكين روح التصدي فيهم لرد أي مغير عليهن، أو يكن في استقبال العائدين من الأسفار البعيدة وفي مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية منه، يرافقهن في الأداء فرق” العيالة” و”الحربية”، وإلى جانب كونه فناً تراثياً، فإنه يؤكد كذلك حجم إسهام المرأة ودورها في المجتمع إلى جانب الرجل منذ تلك المراحل المبكرة. وإبراز هذا اللون من الفنون الشعبية جهد مقدر يحسب للهيئة.
كانت لحظات من الفرح والفخر والاعتزاز في مشهد يختزل ألق وبهاء دور الإمارات دائماً، وهي تحتضن المبدعين في تجمع أخوي لأبناء خليج العطاء والوفاء، في عاصمة الحياة والفن والإبداع.
وطن يزهو بإنجازاته، ويتغنى حباً ووفاء لقائد المسيرة خليفة الخير وإخوانه الميامين. والحضور يردد بعضاً من كلمات ذلك العمل الفني الجميل:
“ ابشر بسعدك يا عقيد القوم.. لي ثار في كبد السما دخان
ما يلحقونك يا قوي لعزوم .. ما يلحقونك يا ابن نهيان



ali.alamodi@admedia.ae