المدرب الهولندي للمنتخب السعودي “فرانك ريكارد” أصبح حديث مجلس الشورى في المملكة، والسبب راتبه المرتفع والمبالغ فيه على حد أقوال أعضاء المجلس الموقرين الذين يرون أنه لا يستحقه نظراً للنتائج غير الواضحة للمنتخب، وأنه لا يعقل أن يستلم هذا اللاعب المحترف سابقاً، والمدرب الأسمراني، راتباً يوازي رواتب عشرة وزراء سعوديين، والنتيجة.. هل لو تسلم عشرة وزراء مهمة تدريب المنتخب السعودي، ستفلح الأمور، وستظهر نتائج إيجابية للمنتخب؟ تماماً لو عرضوا على “ريكارد” منصب وزير الداخلية هل يقبل؟ المسائل بالتأكيد ليست كلها طردية، وتبادل الأماكن لا يمكن أن يحسن النتائج، فليت الوزراء يبقون بعيدين عن الملاعب، وليت المدربين لا يصرون على تولي القيادة، خاصة حينما تكون معاركهم جلها خاسرة!
من يقدر أن يضحك على “رامبو” أو حتى “سلفيستر ستالون”؟ فهو بحجم ملاكم قديم، وبطولاته تشهد لها دور السينما أو دور الخيالة - كما يسميها العرب الفصحاء- ويمكن أن يحل الأمور بقبضة يده دون الرجوع إلى مراكز للشكوى، وفتح ملفات في مقسم للشرطة، لكن المقاول محمد حديد فولاذ يبدو أن الأمور لا تهمه، ويبدو أنه بائعها منذ البداية، ولا يهمه رامبو، ولا عصابة رأسه، ولا تلك السكين المسَنّة التي يحتفظ بها في جراب مربوط على قدمه، فقد هَفّ منه ما يعادل 5 ملايين درهم، بعد ما أوهمه أن سيصلح له بيته الفاخر في “بيفرلي هيلز” بلوس أنجلوس، لكن المقاولين من يقدر عليهم؟ وهم نسخة طبق الأصل في كل مكان، والنتيجة أن المنزل الفاخر صار عرضة للتخريب والتجريب، وظهرت عيوبه بعد ما زاد الطين على الحديد، وضاعت فلوس “رامبو” بفضل جرأة حديد، والتي بحق يشقى من أجلها، ويظل يلهث من أول الفيلم حتى آخره، بس محمد حديد “برافو” عليه، هو الوحيد الذي هزم “رامبو” في الحقيقة!
قصيدة الأديب والروائي والشاعر الألماني، الحائز نوبل “غونتر غراس” “ما يجب أن يقال” والتي نشرها الأسبوع الماضي مجاهراً، وفاضحاً الترسانة الإسرائيلية النووية، والتي تناقلتها وسائل الإعلام في العالم وتفاعلت معها، وجاءت موجهة في خاصرة إسرائيل، الأمر الذي جعلها تتمسكن كعادتها، وتظهر ضعفها وقلة حيلتها، وتبرز العداء الموجه لليهود والسامية ولوجودها، واستقرارها الأمني، وتؤلب عليه كل القوى، وتمنع دخوله إسرائيل، وتحاصره سياسياً في ألمانيا، لكن “غراس” البالغ من العمر 84 عاماً، والذي سبق واتهم بالعمل في الجيش النازي، والذي يتمتع بصحة وذهنية جيدة، وما زال مدخناً للغليون قال: على الإنسان أن لا يموت دون أن يشارك في معركة، ولو كانت خاسرة، المهم أن يقول: ما يجب أن يقال!


amood8@yahoo.com