توجيهات الشيخ سلطان بن محمد القاسمي بتخصيص عشرين مليون درهم متجددة لإسكان الحالات الطارئة في إمارة الشارقة، تعكس حرص القيادة بالدولة على تأمين المسكن الملائم للمواطن، وتوفير سبل ومقومات العيش الكريم له، فالمواطن همها الأول، وهاجس الارتقاء بما يقدم له، وتوفير الرفاهية والعيش الكريم، فإسعاد وبناء المواطن الصالح يتصدر الأولويات، ويأتي في مقدمة طموحات آمال القيادة، في عملية بناء الوطن والنهوض به، في شتى المجالات، والقطاعات، وفي مقدمتها التنمية البشرية والاهتمام بالإنسان الذي يعتبر المحور الرئيس لأي عملية بناء، أو تطور أو تنمية نسعى لها. فالإنسان هو حجر الزاوية، والأساس المتين الذي تقوم عليه الآمال والطموحات، وترتقي به الأمم وتنهض الشعوب، وبسواعد الأبناء المخلصين، والإنسان المسلح بالعمل والمعرفة تبنى الأوطان، وتتحقق الإنجازات والطموحات، وهي فلسفة تؤمن بها قيادتنا الرشيدة إيماناً مطلقاً. إضافة لكل تلك المعطيات غرس الوالد الشيخ زايد طيب الله ثراه، الحب والتلاحم بين القيادة والشعب، ومنه تعلمنا جميعاً كيف نحب بعضنا بعضاً، وكيف يشعر المواطن بالسلع بأخيه القاطن في أعالي جبال شعب، أو بسواحل الفجيرة، من زايد تعلمنا الإخاء، والتراحم، والعطاء، ونهلت قيادتنا الرشيدة كيف تضع المواطن نصب عينيها، كيف تسعده؟ وكيف تسهر على راحته؟ وكيف تؤمن له الحياة الكريمة دون فضل أو منة؟ تلك المعاني والقيم وغيرها الكثير من القيم النبيلة هي السر الحقيقي فيما وصلنا إليه، وسبب حالة التلاحم والحب والولاء النموذج الذي نعيشه اليوم على أرض الإمارات، وما تحسدنا عليه الكثير من الشعوب والدول، والحمد لله على تلك النعمة العظيمة. تبني حاكم الشارقة بوضع خطة لبناء المساكن بشكل فوري وعاجل وتسريع تنفيذ الطلبات، طمأن فئة من المواطنين، هم في أمس الحاجة لمسكن، لكن عيون المسؤولين التنفيذيين لم ترهم، أو أغمضوها كي لاتراهم، إلى أن باتت الإمارة تعاني من مشكلة حقيقية في الإسكان، كانت إفرازاتها تكدس أكثر من أربعة عشر ألف طلب مسكن حكومي، في الوقت الذي كانت فيه الإمارة واحدة من الإمارات التي تشيد مساكن بسخاء للمواطنين، ناهيك عن برنامج زايد للإسكان الذي هو الآخر خفف الأعباء عن كاهل الحكومة الاتحادية التي يمكنها أن تبني ألف مسكن سنوياً. في العديد من حالات توزيع المساكن والأراضي الممنوحة للمواطنين، تغيّب العدالة، وتنقلب الموازين، فيحصل من لا يستحق، أو بالأحرى لاتؤهله ظروفه الحالية الاستحقاق، ولم يستوف الشروط بعد، ومن يستحق ينتظر سنوات وسنوات، ذلك لأن مبدأ التقييم الموضوعي لاينطبق على الجميع، فترى المتزوج وصاحب الأسرة الكبيرة، الذي يكدس بناته وأولاده في غرفة واحدة أو اثنتين، يعاني من ضيق المسكن، فيما يحصل بعض الشباب على الأراضي والمساكن حتى قبل زواجهم، وفي وضح النهار.!! محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae