كل عام وأنتم بخير.. بالأمس فقط دخلنا عاماً جديداً، نسأل ألله أن يكون عام خير ونماء ورخاء للجميع.. صحيح أنها مجرد علامات وفواصل وحسابات، وأن الحياة لا تتوقف كثيراً أمامها، إلا أنها فرصة جيدة للإنسان أن يحاسب نفسه، وأن يعرف ماذا فعل خلال فترة زمنية معينة، وما نتيجة جهوده وأعماله، وأن يخطط لما سيفعله خلال الفترة التي تليها، وهذا هو ما يستفيد منه الإنسان بحق من فكرة الحسابات الزمنية. ومن هذا المنطلق، إذا نظرنا إلى عام 2012 في دولة الإمارات من الزاوية السياحية، سنجد أن السياحة الإماراتية استطاعت أن تحقق طفرة جديدة، وقفزة جديدة إلى للأمام على كل الصعد، من ناحية أعداد السياح والعائدات السياحية وزيادة الغرف الفندقية ونمو المقومات السياحية، ومن ناحية الانتشار على مستوى العالم، ومن ناحية الأنشطة السياحية والمهرجانات. من كل الزوايا، كان عام 2012 عاماً سياحياً ناجحاً في الإمارات، ونجحت سياسات التنوع والتكامل والتعاون والتنافس الداخلي بين إمارات الدولة في اجتذاب المزيد من السياح والسمعة السياحية الطيبة. والأرقام كلها تشير إلى ذلك، ورغم أن الحسابات الدقيقة حتى اليوم الأخير من العام الماضي لم تصدر بعد، إلا أن كل المؤشرات حتى نهاية شهر نوفمبر تشير إلى صعود المؤشر السياحي الإجمالي في الدولة بما يفوق 15% تقريباً، وهو معدل الزيادة العالمية نفسه في صناعة السياحة، ما يعني أننا نسير مع العالم، ونتحرك وفقاً لمؤشراته، ونتفاعل مع أحداثه. في عام 2012، بلغ عدد السياح في العالم لأول مرة مليار سائح، بنسبة زيادة 14% عن العام السابق، وكان لنا نصيب في هذه الزيادة بالنسبة نفسها، وهذا مؤشر جيد إلى أننا نتفاعل مع السوق العالمي، ونتأثر به ونتحرك معه. مؤشرات صناعة السياحة لا تدل فقط على نجاح قطاع السياحة، بل هي مؤشر قوي ودليل واضح على النجاح في القطاعات الأخرى كافة بالدولة، فصناعة السياحة، كما يقال عنها صناعة “رقيقة” تتأثر بكل ما حولها من قطاعات وأحداث؛ لذلك فهي مؤشر على الاستقرار والنجاح السياسي، والنجاح الاقتصادي والأمني، والنجاح في تقديم الخدمات العامة والحكومية، والنجاح في سياسات التخطيط والنجاح في تنفيذها، ثم بعد ذلك يأتي النجاح في القطاع السياحي بالتخطيط والعمل والترويج والتسويق. وإذا كان عام 2012 قد مضى، وإذا كنا نستقبل عام 2013 الآن، فيمكننا القول إن القادم سيكون أفصل، إن شاء الله، وإن السياحة في العام الجديد نتوقع لها المزيد من النجاح بفضل كل العوامل السابقة التي نشكر الله عليها. وإحقاقاً للحق، لا بد أن نؤكد تقديرنا لكل الجهود المبذولة في قطاع السياحة بالدولة من هيئات وأفراد، فقد كان الجميع على مستوى المسؤولية وحياكم الله.. رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com