توجت قمة طاقة المستقبل 2013 بإعلان دولة الإمارات عن استراتيجيتها في مجال النمو الأخضر، ولم يخب ظن الجهات المنظمة في عدد زوار الدورة الحالية من القمة، التي باتت تمثل أكبر لقاء ومنتدى لطاقة المستقبل في العالم، حيث سجلت أعداداً كبيرة لم تكن الجهات المنظمة قد انتهت من حصرها حتى الساعة الأخيرة من العمل التنظيمي للقاء. وما رصده الإعلاميون والمهتمون لا يخلق مجالاً للشك في نجاح القمة على هذا الصعيد، خاصة فيما يتعلق بالشخصيات البارزة والمسؤولين والمختصين والخبراء الذين عجت بهم فعاليات القمة، وندواتها وورش عملها وأروقة المعرض المرافق لها. والنجاح العالمي الذي وصلت إليه القمة، إنما هو انعكاس حقيقي للمكانة الرائدة التي وصلت إليها دولة الإمارات وإمارة أبوظبي تحديداً في مجالات الطاقة المتجددة، والتي يمكن التعبير بأن "أبوظبي باتت العاصمة العالمية للطاقة المتجددة بلا منافس"، وهذه المكانة هي ثمرة الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة أبوظبي، في ظل توجيهات قيادتها الحكيمة في هذا الإطار. كما أن الحلول المتوافرة للطاقة البديلة، قادرة حالياً على توفير إمدادات مستقرة من الطاقة للتطبيقات والاستخدامات الثابتة في المدن والمنازل والمصانع، إضافة إلى بعض وسائل النقل الخفيفة، مثل السيارات والحافلات الصغيرة التي تعمل بالكهرباء، ورغم محاولات استخدام الوقود الحيوي في قطاع الطيران والنقل عموماً، فإن هذا القطاع سيبقى خلال المستقبل المنظور معتمداً بشكل أساسي على النفط ومشتقاته، الذي يتميز بالقدرة على تقديم كمية كبيرة من الطاقة سهلة الاستخدام في كافة الأوقات والأماكن، سواء للتطبيقات الثابتة أو المتحركة. ورغم الأهمية القصوى لبناء القدرات في مجال الطاقة المتجددة، من أجل ضمان أمن الطاقة والاستعداد للمستقبل، سيبقى الوقود الهيدروكربوني، بما في ذلك النفط ومشتقاته والغاز، من أهم مصادر الطاقة، والخيار الأمثل ما تقوم به الإمارات من خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة، يشمل الطاقة التقليدية، والنووية، والمتجددة، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة وضمان إمدادات ثابتة ومستقرة لتلبية الاحتياجات المتنامية. ولو لم يكن للدولة جهود فعلية ومكانة متميزة في قطاع الطاقة المتجددة، لما اختارها العالم مقراً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، التي تعد أول منظمة دولية تتخذ مقرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعمل على تسريع نشر مشاريع الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم. كما يعتقد البعض أن هناك تناقضاً بين دور الإمارات العالمي في إنتاج النفط، واتجاهها نحو إنتاج الطاقة البديلة، بينما يعد ذلك تكاملاً واضحاً، وتناسقاً للاستمرار في التربع على عرش الطاقة في المستقبل. halkaabi@alittihad.ae