ما هي الحياة؟ لا أعرف حقاً الإجابة على هذا السؤال، ولا أظن أن هناك إجابة محددة لمفهوم الحياة، ولا حتى فلسفة معينة يمكن أن نستخدمها لشرح هذه الكلمة، في السابق كنت أرى الحياة تتمحور حول إنسان، ومن ثم ضممت الكائنات الحية لفكرتي عن الحياة، وفجأة وجدت أنني أرى كل شيء في الكون بكل تفاصيله الحي منه والجامد يمثل لي مفهوم الحياة، ومع مرور الوقت اقتنعت أن للحياة عدة معاني فهو مفهوم مطاطي يحتوي الكون بكل تفاصيله، تلك التفاصيل التي نكون نحن البشر جزءا منها أحيانا وأساسها في أغلب الأوقات. تجارب الآخرين تضيف معانيا ليس لهم فحسب بل لنا نحن، فالتفاعل الإنساني أهم جزء ارتبط بمفهوم أو مصطلح «الحياة» فنحن نحيا مع الآخرين وبالآخرين. عادة ما نحكم على الآخرين من الصورة الخارجية، ومن ثم من الانطباع الذي يتركونهم بعد الحديث لهم، وهكذا كان الأمر عندما قابلتها، امرأة مفعمة بالحياة مرحة، بشوشة، امرأة جميلة، لها مفرداتها الخاصة وأسلوبها الذي يميزها عفوية بسيطة وعميقة بإنسانيتها، هكذا هي سمر السامرائي لا تشعر معها سوى بالفرح، تنقلك بحديثها من حالة إلى أخرى، لم أكن أعلم أن هذه السيدة تواجه خطرا دائما بالشلل في حال استسلمت للمرض. اليوم وفي معرض الكتاب تحول هذا المرض إلى نجاح جميل، نجاح نبع من رغبة سمر في مشاركة الآخرين لها لتنشر كتابها الأول «لآلئ عمري» مذكرات مريضة في التصلب اللوحي المتعدد، وتتخطى بذلك أي حاجز لديها. كيف نحيا؟ وكيف يحيا الآخرون؟ الجواب كفيل بأن يرسم جزءا مهما من مفهوم الحياة، هناك من يحيا ليستمتع، وهناك من يحارب ليحيا، وهناك من لا يعرف كيف يحيا، الكل لديه أهدافه النابعة من الرغبة في الحياة بحد ذاتها، التي يصنع لها أهدافاً قد تقف أحيانا عند مجرد الرغبة في الحياة وكثيرا ما تتجاوز هذه الرغبة. قد لا نعرف ما هي الحياة ولكن يمكن أن نراها حولنا، هذه الشجرة تحكي، وتلك الغيمة تروي، وعصا ذلك العجوز يئن، وذلك العصفور يغني، وهذا الإنسان يبني وآخر يهدم كل هؤلاء هم الحياة أو جزء من الحياة. لكل منا فلسفته الخاصة في الحياة ولكل منا أهدافه وأحلامه المهم أن نعيش أهدافنا وأحلامنا لا أحلام غيرنا حتى نستلذ بهذه النعمة. ameena.awadh@admedia.ae