في كل مرة تنشر فيها هيئة دولية أو مؤسسة أكاديمية عالمية رفيعة تقريراً عن الإمارات يؤكد تصدرها للمكانة الأولى في مؤشرات التنمية ومستوى المعيشة والسعادة، يذهب الكثير من المتابعين، وكذلك وسائل الإعلام الغربية، باتجاه التركيز على دور الثروة المادية، ويتناسى هؤلاء العقول والإنسان على أرض هذا الوطن الذي حباه الله أكبر نعمة تتجلى في قيادته الرشيدة التي وظفت كل تلك الموارد والإمكانات من أجل الارتقاء بالمواطن، وصنعت به ومعه واقعاً زاهراً باتجاه المستقبل الواعد.
واقع انطلق من رؤية استشرافية لقيادة جعلت من الإنسان محور وأفق كل رعاية واهتمام. وكان من الطبيعي أن يكون حصاد تلك الرؤية خيراً وعطاءً مثمراً. ويكون شعب الإمارات في المرتبة الأولى لأكثر شعوب العالم العربي سعادة، والسابعة عشرة في “قائمة الشعوب العشرين الأكثر سعادة في العالم”، في أول مسح دولي شامل عن السعادة تنظمه الأمم المتحدة. وهي تصنيفات ومراتب تعتمد على مؤشرات جودة حياة الشعوب والمجتمعات المشمولة بالمسح.
وقد جاء التصنيف الجديد امتداداً لتقارير دولية، صدرت خلال الأشهر القليلة الماضية، شغلت فيها الإمارات المرتبة الأولى على المستويين الإقليمي والعربي، والمرتبة الثلاثين على المستوى العالمي في تقرير التنمية البشرية لعام 2011 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يناير الماضي، والذي صنفها ضمن فئة الدول ذات التنمية البشرية “المرتفعة جدا”، والتي لايتجاوز عددها 47 دولة. وجاءت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً من بين 184 دولة، شملها التصنيف السنوي الذي يصدر عن “جامعة إيراسموس” الهولندية، حول سعادة السكان ورضاهم عن مستوى المعيشة الذي توفره الدولة لهم.
وتصدرت الإمارات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “المؤشر العالمي للرفاهية والرخاء لعام 2011”، بحسب معهد “ليجاتوم” البريطاني للأبحاث.
وعلى امتداد العقود القليلة الماضية، امتازت تجربة البناء الوطني والتنموي في الإمارات بخصوصية أدواتها التي تمحورت حول بناء الإنسان بالمعنى الأوسع للكلمة والمدلول، ووضعت منهاجاً لتعزيز رفاهيته، ورفع مستوى معيشته، وتحسين نوعية حياته، انطلاقا من قناعة قيادته الرشيدة بأن الإنسان هو أهم، وأغلى ثروات الوطن، وأهم أدوات تحقيق التنمية المستدامة.
وقد تجسدت هذه القناعة والرؤية ببرامج وخطط التعليم النوعي، والرعاية الصحية الراقية، والخدمات الاجتماعية المتطورة، ومشاريع الإسكان، والبنى التحتية المتطورة، وتعززت مكانة المواطن في الحياة السياسية بإطلاق برنامج التمكين في العهد الميمون لقائد مسيرة الخير.
تجربة لم تكن تحتاج إلى نظريات المعاهد المشبوهة، ولا أهل الخطط والأجندات الخارجية، وإنما كانت من نسج وصنع قيادة، نهلت من مدرسة زايد الوفاء، وانشغلت بالمواطن والوطن، وكل ما يحقق الخير والرفاهية والرخاء والازدهار والرفعة للوطن. وكان من الطبيعي أن يسعد أبناء الإمارات ويفخروا بإنجازاتهم، وثمار غرس قيادتهم، فكان هذا الحب المتبادل، ومظاهر الاعتزاز والحب، والانتماء الذي يوحد أبناء الإمارات حول خليفة الخير وإخوانه، تاج الوطن وفخر أبنائه، جعلهم الله لنا ذخراً، وأدام نعم الأمن والأمان والرخاء والازدهار على إماراتنا، وحماها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.


ali.alamodi@admedia.ae