منذ أكثر من أربعين عاماً، وأجيال تتلو أخرى على هذه الأرض الطيبة، لم تعايش سوى الخير والكرم ومشاريع البناء، ولم تر يد الدولة تمتد لأي مكان سوى بالخير والمساعدة والمعونة، أجيال تلو أخرى تشهد وقوف الإمارات إلى جانب الشقيق والجار والصديق، في الأفراح والمناسبات والشدائد، كما في النكبات والكوارث.
أما في الداخل، فإنسان الإمارات لم يعش سوى الأمان والرفاهية والنعيم، ليس مقارنة ببقية دول ومواطني العالم فقط، ولكن كحالة خاصة يعيشها ويعرفها ويعترف بها كل إنسان جاء إلى الإمارات أو زارها أو سمع بها، لا ندعي أننا مواطنون من جنس الملائكة أو أننا دولة مثالية، لكننا حتماً حالة خاصة جداً!
يقول أحد المواطنين، وقد تعرض ابنه لحالة مرضية صعبة ونادرة، حار الأطباء في إنقاذه: “ماذا كنت سأفعل، وكيف كنت سأتصرف كأب يرى ابنه يتسرب من بين يديه ولا يستطيع له حولا ولا قوة، ماذا كانت ستؤول إليه حالي لو أنني كنت في دولة غير الإمارات؟ الحمد لله أنني إماراتي أعيش على أرض الإمارات، واحظى بقيادة كقيادتنا الرشيدة”. يقول هذا المواطن “لقد تكفلت الدولة بعلاج ابني في أفضل مشافي أوروبا المتخصصة في علاج الأطفال، ويسرت لي سفراً مريحاً وإقامة كريمة مع زوجتي مرافقين للطفل، ولمدة تجاوزت السنتين، وعلى متن طائرة مجهزة وبمعية طاقم طبي رافق الطفل حتى لحظة إدخاله المشفى الأوروبي، فلو كنت في أي بلد آخر أكنت سأحظى بهذه المعاملة؟”!
كم مرة تعرض فيها مواطنو دول عظمى للقتل والدهس وحوادث مختلفة، وكان أقصى ما فعلته دولهم أنها تكفلت بنقلهم على متن الطائرات كما هو معتاد، وحدها الإمارات تسيِّر طائرات خاصة لنقل مواطنيها الذين يتعرضون لحوادث سيارات أو حوادث أخرى، كما تجند طواقمها الدبلوماسية لإنقاذ أي مواطن بحاجة لإنقاذ أو تدخل، ولهذا قامت وزارة الخارجية بتنفيذ خدمة «تواجدي» التي يطلب فيها من مواطني الدولة تسجيل أماكن وجودهم في أي مكان يذهبون إليه خارج الإمارات لتقديم المساعدة اللازمة لهم في حال حاجتهم لها، فنحن نعيش زمن الحوادث غير المتوقعة وبامتياز!
تحييك سفارات الإمارات أينما ذهبت وإلى أي بلد توجهت برسالة نصية قصيرة، تجدها على هاتفك النقال بمجرد أن تحط الطائرة بك على أرض مطار الدولة التي تذهب إليها، موضح فيها أرقام هواتف السفارة وممثليات الدولة الدبلوماسية في ذلك البلد للاتصال في أي لحظة. وهناك مكاتب صحية للإمارات تجعل فيها مناوبين طيلة الوقت لتلبية احتياجات مواطني الدولة من الخدمات الطبية الطارئة، كما أن الإمارات من أكثر دول العالم التي يوجد لها مكاتب صحية في أوروبا تمثل جهات ومؤسسات مختلفة معنية بتقديم الخدمة المجانية للمواطنين الذين يتلقون العلاج على نفقة الدولة!
نحن نعيش نعمة كبرى، دولة حباها الله بالطيبات والفضائل والثروات وحكمة القادة ورشد القيادة، وهذا يتطلب منا حرصاً ووعياً وشكراً، كما يتطلب منا عملاً مخلصاً يجعل ما نحظى به اليوم ميراثاً تتوارثه من بعدنا أجيال وأجيال.. نعم نحن نبني ونعمر ونقيم مشاريع عملاقة، هذا ليس استنزافاً للثروة ولا تبذيراً، إنه ادخار في مصرف الأجيال القادمة التي لن تفتقد ما ننعم به أجيال اليوم من خير وفير.



ayya-222@hotmail.com