مثلت زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لمنتخبنا أمس، دفعة معنوية كبيرة، خاصة أنه نقل إلى اللاعبين تحيات صاحب السمو رئيس الدولة وهي تحية لها دلالاتها ووقعها في نفوس اللاعبين، لا سيما في ظل الدعم المتواصل الذي وصلت أصداؤه إلى اللاعبين، والذي تمثل في العديد من المبادرات السامية، لعل منها وليس جميعها، توجيهات رب الأسرة الإماراتية بتسيير طائرات تحمل الجماهير في رحلات مجانية لدعم المنتخب ومساندته في نصف النهائي. سمو الشيخ عبدالله بن زايد في لقائه أمس اللاعبين والجهاز الفني، استدعى روح رئيس الاتحاد والرياضي المحنك الكامنة فيه، إذ كانت نصائحه للاعبين تنم عن إلمام واقعي بتفاصيل المشهد، وهو ما تجسد تحديداً في تفسير سموه لتصريحات الشيخ أحمد الفهد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية، إذ أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد أنها ليست إلا لتخدير اللاعبين، وأن عليهم ألا يقعوا في هذا الفخ الذي اعتادته الكرة الخليجية من أحد رموزها المحنكين وهو الشيخ أحمد الفهد، وهي تحذيرات خرجت في أجواء حبية، فسمو الشيخ عبدالله بن زايد، يعلم ماذا تمثل البطولة الخليجية لكل الخليجيين. أيضاً، طوق سموه الإعلام الإماراتي بطوق فخر نباهي به، حين أشاد سموه بأداء الإعلام الإماراتي ووصفه بأنه شريك للمنتخب في مهمته، وأن «الأبيض» لم يكن ليجد إعلاماً أشد وعياً وفهما للموقف من الإعلام المرافق له، وهذه الرسالة بالذات، تمثل لنا من الآن شهادة نجاح تكفينا، كما أنها تكليف بأن نواصل السير على ذات الخطى، موقنين أن هناك من يتابعنا ويشد على أيدينا، ويمنحنا قلادة فخر نباهي بها، لا سيما أنها صدرت من سموه، وله باع كبير في الإعلام، لا يقل عما لدى سموه من حصيلة رياضية عميقة ومتوهجة. أجواء الزيارة بالأمس، كانت آسرة، وعلامات الرضا ارتسمت على وجوه الجميع، خاصة أن كلمات سموه جاءت لتؤكد أن الدور الثاني من «خليجي21» هو عبارة عن بطولة جديدة في مشوار الحدث، تختلف تماماً عن المرحلة الأولى، كما أشاد سموه بالمستوى الذي يقدمه هذا الجيل من اللاعبين وقدرتهم على تحقيق أهداف وطموحات الشارع الرياضي، وأشاد سموه كذلك بالمدرب مهدي علي الذي نجح في فرض شخصية لهذا المنتخب وترك بصمته، ومثل هذا الكلام يرفع أي ضغوط عن اللاعبين، خاصة في ظل الأجواء الحميمية والودية والمشرفة التي كنا شاهدين عليها في اللقاء الذي جمع سموه باللاعبين، فقد كان التأكيد على أن ما قدمه الأبيض حتى الآن «يرفع الراس» وأن القادم لا يخضع لحسابات، وأن التوفيق يلعب فيه دوراً كبيراً، كما كان التأكيد على أن مهام هذا الجيل كثيرة ومتشعبة، وأن كأس الخليج محطة منها. اللقاء بالأمس، مثلما كان الفريق بحاجة إليه، كنا نحن أيضاً نحتاجه، فقد كان بالنسبة لنا واحة في خضم المهمة الشاقة، التي لا يقل فيها عمل الإعلام عما يقدمه اللاعبون في الملعب، ومنحتنا إشادة سموه بالإعلام الإماراتي في البطولة قوة دفع جديدة، وضعتنا نحن أيضاً أمام بداية جديدة، وأكدت أن عين الإمارات، ترقب كل ما فيها ومن فيها، وأن يد الإمارات الحانية، خلفنا ومعنا في كل مكان. كلمة أخيرة: عندما تعجز المشاعر عن الوصف قل «شكراً» وكفى. mohamed.albade@admedia.ae