في لوحة معلقة على جدار أحد عنابر مستشفى خاص، ألصق مريض بطاقة صغيرة باللون الأخضر كتب عليها باللغة الإنجليزية: «شكراً من كل قلبي على كل لحظة سهرتن فيها بجانب سريري أثناء مرضي، لولاكن لما تمكنت حتى من كتابة هذه الكلمات» موجهاً رسالته للممرضات العاملات في العنبر، وموقعاً أدنى البطاقة باسمه. وفي لوحة أخرى أكثر بساطة من الأولى عُلقت أيضاً على جدار مدخل أحد معاهد تعليم اللغات، ورقة مقطوعة من كراسة دراسية مكتوب عليها كلمات عربية بقلم رصاص، ويبدو تماماً من الخط أن صاحبه قد بدأ للتو في تعلم الكتابة العربية، وارفقت الورقة بشكر وامتنان مكتوب باللغة الإنجليزية لإساتذة اللغة العربية الذين علموه كتابة هذه الكلمات. وقفت مشدوهة متأثرة جداً بمشاعر سعادة لكون الحياة بها أناس كهؤلاء. بالتأكيد نحن ممنونون جداً لأولئك الذين يجعلون حياتنا أسهل وأفضل وأجمل، لكن تأثري لا يقل، بل ويبدو أكبر أمام أولئك الذين يعبرون عن شكرهم وتقديرهم لمن يقومون بهذه الأعمال. الناس الذين يحاولون التعبير عن سعادتهم وامتنانهم، والذين يجيدون البوح عما يحملونه من مشاعر رضى وعرفان، الناس الذين يظهرون الثناء على من قام بعمل طيب. يا ترى!! كيف سيكون شكل الحياة لو عُدم فعل الشكر والامتنان؟! لو توقف الناس عن قول كلمة «شكراً» و«أنا ممتن».. كيف سيكون طعم الحياة لو توقفت ابتسامات القبول، ونظرات التقدير؛ ولو اختفت تفاصيل الرضى من وجوه من يحصلون على مساعدة الآخرين؟! هل ستبقى عطاءات الناس متدفقة؟ البعض يعتقد أن العطاء سيستمر لأن من يقوم بالفعل الجميل لا ينتظر مقابلاً، ولكن الحقيقة أن إطلاق هذه الفكرة يدفع الى القسوة، فالذين لا يرون في الشكر واجباً عليهم، إنما يتحولون إلى جاحدين، يتوهمون أن تلقيهم لفعل العطاء والبذل والأشياء الجميلة من الآخرين يأتيهم فقط لأنهم يستحقون ذلك، وأن الآخرين سعداء بما يفعلون فلا داعي لشكرهم، غير أن الحقيقة الوحيدة التي على الإنسان تصديقها أثناء تلقيه الأشياء الجميلة من الآخرين، أنه محظوظ بأن الله وضع في طريقه أناساً رائعين معطاءين، وأن عليه أن يجيد شكرهم والامتنان لهم، لأن من لا يشكر العباد لا يشكر رب العباد. حسناً.. بين أولئك الرائعين الذين يقدمون الجميل، وأولئك الجميلين الممتنين لفعلهم، كان لمن وضع اللوحة -سواء في المستشفى أو في المعهد- دور مهم جداً في إسعادي وتحفيزي لأن أفعل كما فعلوا وأن اقدم الجميل للآخرين، كذلك في أن أكون شاكرة معبرة عن امتناني لمن قدم لي جميلا؛ بين المجموعة الأولى والمجموعة الثانية وسيطاً مهماً، في المثالين السابقين كان صاحب فكرة اللوحة المعلقة شخصاً يستحق وقفة تقدير؛ وفي إمارة أبوظبي، كانت «جائزة أبوظبي» تستحق انحناءة تقدير وامتنان لصاحب هذه المبادرة والقائمين عليها، إذ تقوم الجائزة التي انطلقت منذ عام 2005 على دعوة سكان الإمارة لترشيح الأشخاص الذين يرون أنهم أسهموا في خدمة المجتمع ودعمه، الأشخاص من أصحاب الأعمال الخيّرة التي عادت بالنفع على الناس وبالتالي على الإمارة؛ تسمح لنا هذه الجائزة لأن نكون من الشاكرين، الممتنين للخيرين الرائعين المحيطين بنا، لكي تقول لهم: شكراً.. شكراً كثيراً لأنكم موجودون، لأنكم جعلتهم الحياة أجمل. ?? سيغلق باب الترشيح بعد 12 يوماً في الحادي والثلاثين من مايو الجاري.. اسرع لتحجز مكاناً بين الشاكرين الممتنين. als.almenhaly@admedia.ae