ربما يكون الكذب من أشد الأمراض الاجتماعية فتكاً بالمجتمع، وربما صار اليوم الكذب ملحاً للناس ويسمونه بأسماء وألوان شتى، ولكنه يبقى كذباً. وقال العرب:‏ سُبَّني واصْدُق‏.‏ وقالوا‏:‏ الكذب داء والصدق شِفَاء‏.‏ وقولهم‏:‏ لا يَكْذب الرائدُ أهلَه‏، معناه أن الذي يَرْتاد لأهله منزلاً لا يكْذبهم فيه‏.‏ وقولهم‏ في المثل :‏ صَدَقني سِنَّ بَكْرِهِ‏، وأصله أنّ رجلاً ابتاع من رجل بعيراً فسأله عن سنه فقال له‏:‏ إنه بازل فقال له‏:‏ أنِخْه فلما أناخه قال‏:‏ هِدَعْ هِدَعْ - وهذه لفظة تُسكّن بها الصِّغار من الإبل - فلما سمِع المُشْتري هذه الكلمةَ‏.‏ قال‏:‏ صدَقني سِنَّ بَكْره‏. ‏ومنه قوُلهم‏:‏ القَوْلُ ما قالت حَذَام‏.‏ وهي امرأة لُجَيمْ بن صعْب والد حَنِيفة وعِجْل ابني لجيم وفيها قال‏:‏ إذا قالت حَذام فَصَدِّقوها فإنّ القولَ ما قالتْ حَذَام ومن معاني الصدق الجميلة ما أورده ابن فارس في “مقاييس اللغة” إذ قال إن الصاد والدال والقاف أصل يدلّ على قوّة في الشيء قولاً وغيرَه. من ذلك الصِّدْق: خلاف الكَذِبَ، سمِّيَ لقوّته في نفسه، ولأنَّ الكذِبَ لا قُوَّة له، هو باطل. وأصل هذا من قولهم شيءٌ صَدْقٌ، أي صُلْب. ورُمْح صَدْقٌ. ويقال صَدَقُوهم القِتالَ، وفي خلاف ذلك كَذَبوهم. وسمي الصِّدِّيق صديقاً: لملازمته الصِّدْق. والصَّدَاق صَدَاقَ المرأة، سُمِّيَ بذلك لقوّته وأنَّه حقٌّ يَلزمُ. ويقال صَدَاقٌ وصُدْقة وصَدُقة. قال الله تعالى: “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتهنَّ نِحْلَةً” . والصَّدَقة: ما يتصدَّق به المرءُ عن نفسه وماله. وأمَّا المُصَدِّق فخبّرَنا أبو الحسن علي بن إبراهيم، عن المفسِّر، عن القُتَيْبِيّ قال: ومما يضَعُهُ النّاسُ غير موضعه قولهم: هو يتصدَّق، إِذا أعطى، ويتصدّقُ إِذا سأل. وذلك غلطٌ، لأن المتصدِّق المُعطي. قال الله تعالى في قصّة من قال: «وَتَصَدَّقْ علينا». وقيل: المُطْعِم مُتصَدِّق والسَّائلُ متصدِّق. وهما سواء. فأمَّا الذي في القرآن فهو المعطِي. والمُصَدِّق الذي يأخذ صَدَقات الغنم. ويقال: هو رجلُ صِدقٍ. والصَّدَاقة مشتقّة من الصِّدق في المودّة. ويقال صَدِيق للواحد وللاثنين وللجماعة، وللمرأة. وربما قالوا أصدقاء، وأصادق. قال: فلا زِلْنَ حَسْرَى ظُلَّعاً لِمْ حَمَلْنَها إلى بلدٍ ناءٍ قليل الأصادقِ قال أبو العتاهية: خلِيلـــــيَّ إنَّ الهـــــمَّ قَـــــدْ يتفــــرَّجُ ومـــِنْ كـــانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلــجُ وذو الصّدقِ لا يرْتــابُ والعدلُ قائــــمٌ عَلَى طرقــاتِ الحـــــقِّ والشرُّ أعـــــوجُ وأخلاقُ ذي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى لهُنّ سِـــــــراجٌ، بَينَ عينيهِ، مُســـــرَجُ ونِيـــــّاتُ أهـــل الصّدق بيض نَقِيـــّة وألسُــــنُّ أهـــــْل الصدقِ لاَ تتلجلَـــجُ ألا رُبّ ذي ضَيــْمٍ غـــــدا في كَرامــــــَةٍ ومُــــلْكٍ، وتيجـــــانِ الخُلُـــودِ مُتَــــوَّجُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae