أعجبتني فكرة العشاء الذي أقامه المكتب الإعلامي لدبي بدعوة نخبة مميزة من الإعلاميين والكتّاب والأكاديميين في مطعم راق في برج خليفة، حيث طلبت مريم المري من الحضور، الراحة والاسترخاء، ومحاولة العيش لساعة من أجل الحلم، بعيداً عن القضايا السياسية والاقتصادية ومشكلات اليوم المؤرقة، هي ساعة من أجل أن نحلم جميعاً نحن أقصد الموزعين على طاولات العشاء كفرق أو ورش عمل، هذا الحلم قد يكون فانتازياً، وقد يكون غير قابل للتنفيذ في الوقت الراهن، وقد يكون حلماً بعيداً، ويمكن أن تتعامل معه دبي مستقبلاً، ساعة من أجل الحلم لدبي بعد عشر سنوات، وطرح أفكار من أجلها من خلال عشاء«فكّر.. دبي» فكثير من الأحلام أصبحت واقعاً في دبي اليوم، ومثل أفكار «فكرّ.. دبي» يمكن أن تكون مشاريع أحلام لدبي المستقبل، فما دبي التي نراها زاهية في هذا الحاضر إلا حلماً جميلاً، ورائداً، لذلك الرجل القائد الذي يسابق النجاح، ويسبقه.
أعجبتني فكرة طرحتها الزميلة صحيفة الرؤية في عددها بالأمس، بسؤال مباغت لشريحة مختلفة، ومتباينة في الأعمار والثقافة من المواطنين: أين يقع “سيح السديرة”؟ والإجابات المخيبة للآمال، حيث ظهرت الإجابة الخاطئة، بنسبة كبيرة، في حين ظهرت بعض الإجابات الصحيحة الخجولة، والتي عزا أصحابها معرفتهم بالجواب من خلال محاضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في العام المنصرم بمناسبة اليوم الوطني الأربعين، حيث أشار لذلك المكان”سيح السديرة” الذي كان ملتقى للمغفور لهما الشيخ زايد، والشيخ راشد، رحمهما الله، في المباحثات التمهيدية لقيام اتحاد دولة الإمارات، وتمنيت حينها أن يقام في ذلك المكان نصباً تذكارياً للأجيال القادمة، بدلاً من تلك الإجابات التي يلام عليها الجيل الجديد، كما يلام عليها دائماً وأبداً التعليم والإعلام.
أعجبتني فكرة، وكنت قد ناديت بها من قبل، ومن بعد، وتمنيت أن تتبناها جهة ما في الإمارات، بمناسبة ظهور التقرير الخاص بدعم العربية وترسيخها، وهي؛ لماذا لا يقام عندنا، وتكون الإمارات له سبّاقة، معهد على غرار المعهد الداعم والمنشط للغة الإنجليزية “بريتش كانسل” أو المهتم بالمحافظة على اللغة الفرنسية وترسيخ الـ”فرانكو فونية” “لالينس فرنسيز” أو المعهد المعتني باللغة الألمانية، وثقافتها، وانتشارها في العالم، معهد “غوته” أو المعهد الخاص بتجديد اللغة الإسبانية، وتعلمها معهد “ثيرفانتيس”، لأن اللغة العربية تفقد كل يوم نصيراً لها، فبعد أن تخلت تركيا وأندونيسيا وربما ماليزيا عن الحرف العربي في الكتابة، واتجاهها إلى الحرف اللاتيني، وهناك دول أخرى في الطريق، وتخلي أبنائها عن الاهتمام بها، والتبرئة منها خجلاً أمام لغات أجنبية طاغية، وتكنولوجيا الاتصالات، وانسحابها من ساحات التعليم الجامعي، والبحث العلمي، وهرسها في الشارع العربي، وإهمالها في التعليم الابتدائي، مثل هذا المعهد أو المعبد قادر أن يحرسها في وطنها، وينشرها في العالم.


amood8@yahoo.com