الهاج والحاج: أحد الأصدقاء نوى الحج، لأنه بلغ من العمر عتياً، ورجع شعره أسود بعد انتهاء مرحلة الشيب، ودخوله في طور زمني جديد، اسمه العصر الكلسي، فأربكنا وأربك المدينة، لا فوطة قَدّه، ولا تنطوي على قِدّه، أي إحرام يمكن أن يلم تلك الجثة التي تشبه جثث مصارعي السومو! لا فوطة باكستانية، ولا إزار يمني، فذهبنا إلى محال” big&tall” لكنها لم تف بالغرض، فكلها قمصان مشجرة وبناطيل مثل خيش الطحين، وكأن الواحد ذاهب إلى “بتايا”، فلم يسعفنا إلا “خياط الشباب”، الذي شبك له ثلاث فوط بيضاء، لتكون كإزار، ومثلها كملفح، وفتلنّا له حبلاً من القماش للَمّ تلك المسائل المندلقة حول البطن، لكن كيف يتلاقى طرفاه؟ فاستعنا بتوصيلة حتى تلاقت الحلقة بالبطان، رمينا الفوط الموصولة على أكتافه، فظهر لنا جلياً حينها، وكأنه واحد من ممثلي مجلس الشعب في روما القديمة أو أحد مستشاري قيصر الباقين في عاصمته، والرافضين لكل حروبه البعيدة، ولما نوى أن يرمي الشيطان صديقه القديم بجمراته الصغيرة، حدثت كارثة جسر الجمرات، فاهتز إيمانه قليلاً، وكاد يعيد سيرته الأولى، وينّضم لجيوش المرتدين، لولا ثلة من المؤمنين كانوا معه وحوله، ثبّتته على المحجة البيضاء، وحجزوا له على أول طائرة مغادرة جدة، لكي لا تضيع حجة العام أو تكون حجة الوداع! احصائيات أميركية: أكثر من 740 ألفاً من جنود الجيش الأميركي متزوجون، وأكثر من 96 ألفاً لديهم زوجات يعملن في الجيش، وأكثر من 56 ألفاً من الجنود انفصلوا عن زوجاتهم منذ الحربين الأفغانية والعراقية، مما حدا بالبنتاغون أن يتبنى برنامجاً اسمه “كيف تتجنب أيها الجندي الأميركي الزواج من امرأة حمقاء”؟ الشيكات النضالية: أعلن النائب العام الفلسطيني أن أكثر من 700 مليون دولار تمت سرقتها من المساعدات الدولية للشعب الفلسطيني، وأنه يحقق في 50 قضية فساد كبيرة، وأنه أمر بالقبض على 22 مسؤولاً فلسطينياً مكافحاً، واعتقال 10 آخرين هربوا إلى الخارج، ليواصلوا النضال، وحرب “تحرير” الشيكات! على الطريقة الإنجليزية: بريطاني قديم ما زال يحترم البنطلون البني الغامق ويخلص له، ما زال يرتدي بدل الصوف المخططة في عز ظهيرة أبوظبي، ما زال يلف سيجارته بيده ويتمتع بنكهتها، مازال حريصاً على سيارته الـ” رنج روفر” القديمة على ما أعتقد، مازال يريد أن يكسب من الأشياء بأقل خسائره، ما زال يريد أن يدعو تلك البريطانية الجميلة من ويلز، ويغريها بليلة إنجليزية، وتدفع هي ثمن مشروباتها الزائدة ومرحها غير المحسوب على الطريقة الإنجليزية، ما زال يريد أن يحتل أجمل الأماكن بأقل الخسائر، ما زال يريد أن يمارس إنجليزيته العتيقة باستعمار الأراضي البكر من دون أن يتصبب عرقاً، ما زال يحلم بتلك الشمس التي ما كانت تغيب عن راية بلاده! ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com