مثل حبّات الندى على رمش التراب، مثل نثات المطر على جيد المدى، مثل خيط الشمس في مقل الأفق، مثل فوح الورد في حضن الحقول، مثل وشوشة الموج، في أذن السواحل، مثل نقش الأحمر القاني على كف الحسان، مثل نبع الماء مرشوش على خد وقد، مثل طير رفرف الجناح على غصن وفنن، مثل حلم داعب القلب الغرير..
هكذا جاءت «ومضات من فكر» تمشي الكلمات على خيط الحرير، تصب زلالها، بوعي وحكمة، وفطنة وحنكة، وتمضي في بديع محسناتها، بألوان، من نبس وحس وقبس، تغدق القارئ بذائقة الكلام، ورائعة هديل الحمام، وشائقة المعنى بضوع الجهام، كلمات ساطعة السنام رهيفة الشامة، رقيقة القوام، ريانة المضمون، دقيقة السهام، رائعة الشيمة تصدح بانسجام تجدل جملتها، بطيف المعاني ولطيف الالتئام..
هكذا جاءت «ومضات من فكر» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من وحي تجارب، أزهرت وأثمرت، وشجرت عشب الطموحات بنخل النبوغ، ولوز البلوغ حتى صار حقل الوطن يرقع بينابيع التميز والتفرد، والتجرد، والتجدد، والتمدد، نحو آفاق وأشواق وأحداق، وأطواق، زينها الحلم الجميل، بقلائد وقصائد وفرائد الواقع الإماراتي النبيل نبل الفرسان الذين شيدوا صروحه، على أوتاد الحب والصدق والإخلاص.
في هذا الكتاب النموذج، يبث سموه لواعج من مهج توهجت بالمعنى الرفيع، وتوجت بصولجان، القامة والشهامة، والشامة، والعلامة الدالة على رؤية في الحكم، وفلسفة في القيادة.. في هذا الكتاب الذي يضم أكثر من 36 سؤالاً موزعاً على 142 صفحة، يطرح سموه فكراً، مضاءً بمصابيح متنوعة، تسلط ضوءها في الإدارة والقيادة والحياة وتضع نظرة للنجاح ورؤية لأسبابه، كما ويطرح الكتاب جوانب مهمة من شخصية سموه في إدارة الوقت وحبه وكتابته للشعر وممارسته ركوب الخيل.. وتطرق سموه إلى القدوة والمثال، في هذا الوطن، الشيخ زايد والشيخ راشد، طيب الله ثراهما، وما كرساه في الوجدان الإماراتي من قدرة على تحدي الصعاب ومواجهة العقبات بالعزم والتصميم.
في هذا الكتاب، تقرأ رواية، واقعية بحبكة فنية، ومفردة مُصاغة بوزن القصيدة وقافيتها المتألقة بالدفء، ما يدل على أن تجارب التاريخ لا يكتبها إلا من أتقن الحب، وغرف من معين المعرفة، بقدرة فطرية، ممزوجة بشهد الممارسة العملية.في هذا الكتاب، نقرأ حدساً معرفياً، بفلسفة الواقع، وما يتيحه من معطيات مادية وبشرية، والمواطن هو المحور والجوهر، في ميدان العطاء بالنسبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وهذا ما جعله يمضي قدماً بالثقة لتكون المقياس، والحارس، لتلك العلاقة الوطيدة بين القائد وفريق العمل، الذي يحيط به، ويعمل من خلاله، وينفذ رؤاه التغييرية، باتجاه الأهداف السامية.