يقول العرب النّدَبُ عن أثر الجرح أو البَثْرِ، والخَدْش والخَمْش أثر الظُّفر، والكَدْح والجَحْش أثر السَّقْطَة والانسِحاج، والرَّسْم أثر الدارِ، الزُّحلوفَة بالفاء والزحلوقة بالقاف أثر تزلج الصبيان من فوق إلى أسفل، والدَّودَاةُ أثر أرجوحة الصبيان، والعلب أثر الحبل في جنب البعير - والطَرْقَةُ أثر الإبل إذا كان بعضها في إثر بعض، والعَصِيمُ أثر العَرَق، والوَمْحَةُ أثر الشمس على الوجه، والكيّ أثر النار، والوَعْكَةُ أثر الحّمُى، النَهْكَةُ أثر المرض، والسّجادة أثر السجود على الجبهة، والمَجْلُ أثر العمل في الكف يعالج بها الإنسان الشيء حتى تغلظ جلدتها، والسِّناجُ أثر الدخان (دخان السراج على الجدار) وغيره الأسُّ أن تمر النحل فتسقط منها نقط من عسل فيستدل بها على مواضعه - والردع أثر الزعفران وغيره من الأصباغ. وقيل في المثل: «خرقاء وجدت صوفاً» ويُضرب هذا المثل للرجل الأحمق المفسِد الذي يقع في يده مال لا يَستأهله فيَعِيث فيه، ويَصْرفه في غير مصارفه. وخرقاء من الخُرْقِ: وهو الجهل والحمق، أو من الخَرْقِ: وهو أن لا يُحْسِن الرَّجل العمَل والتَّصرُّف في الأمور، والمرأة الخرقاء: هي الجاهلة الحمقاء التي لا تَعرف الصناعة، ولا تُحسن التصرف بالمال. والصوف: معروف، وواحدته صوفة. وأصل المثل أن امرأة قرشية يقال لها: أمُّ رَيْطة بنت كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة، كانت تَغْزل الصُّوف، وتأمر جوارِيَها أن يغزلن مثلها، ثم تنقض ما غزَلَتْه، وتأمرهنَّ أن ينقضْنَ ما فتَلْنَ، فضُرب بها المثل في الخرق، وقيل فيها: «خرقاء وجدت صوفاً». وهي التي قال الله - عز وجل - فيها: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً). ومن ذلك قول ابن الخطيب: وَالْحَـــقُّ فِــي أوصَافِهَــــا أنّهَـــا خَرْقَـاءُ حُسْـنٍ وَجَـدَتْ صُوفَـــا ? عبد الجبار بن حمديس: إلى متـى منكـمُ هجـري وإقصـائي ويلي وجـدتُ أحِبّائِـي كأعْدائِـي يا هذه، هذه عينــي التي نظـرت تبلّ بالدمعْ إصباحي وإمســائي من مقلتيك كساني ناظري سَقَماً فما لجســميَ فيءٌ بــينَ أفــياء وكـل جَـدبٍ لــه الأنــواءُ ماحيـةٌ وجدبُ جسمي لا تمحوه أنوائي إني لجمــرُ وفــاءٍ يُسْــــتَضَاءُ بِــهِ وأنتِ بالغـدر تختـارين إطفائي حاشاكِ مما اقتضاه الذمّ في مثلٍ قد عاد بعد صناع نقض خرقاء ولا لوعـــدكِ إنجــــازٌ أفـــوزُ بِــه وكيف يُـرْوي غلِيــلاً آلُ بيـداءِ مُؤْنِبِي في رصـينِ الحلـم حين هَفَا لم يهتف حلمـي إلا عنـد هيفاء Esmaiel.Hasan@admedia.ae