أمس الأول، عاد منتخبنا لهوكي الجليد من الهند، ببطولة غالية هي كأس التحدي الآسيوي، التي ظفر بها بعد مشوار حافل، قطعه دون هزيمة واحدة، والأهم أنه قطعه بامتياز، فبعد المباراة الأولى أمام تايلاند والتي اجتازها أبناؤنا برباعية مقابل ثلاثية، لم تكن الفروق في أي مباراة خاضها «الأبيض» طفيفة، لكنها كانت كاسحة، وتبرهن على أن هذه اللعبة، بلغت سن النضج الحقيقي بالإمارات، وباتت لها قاعدة كبيرة، كما أن ما تحظى به من دعم أهلها لهذه المكانة الرفيعة، التي وضعتها في الصدارة الآسيوية، ليثبت هذا المنتخب الكبير وصاحب الإنجازات العديدة، أنه لا مستحيل، وأن سمعته الطيبة التي حققها على صعيد القارة، مستحقة، فالكل دوماً يتساءل عن السر الذي جعل أحد الفرق القادمة من رمال الصحراء يقصي فرق آسيا ذات الباع الطويل في اللعب على الجليد، وتلك هي المعادلة التي صنعها أبناؤنا، والتي أثبتوا بها أن العزيمة تفعل كل شيء، وتجعل أهل الصحارى أبطالاً للعب على الجليد. وأذكر منذ سنوات تابعنا خلالها هذا الفريق الفذ، كيف كان معالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام لمجلس أبوظبي التنفيذي رئيس هيئة الماء والكهرباء في أبوظبي، رئيس جمعية هوكي الجليد، رئيس نادي الرياضات الجليدية، والذي كان يوجد بين اللاعبين، وحقق شهرة طاغية كأحد أفضل اللاعبين بآسيا، ينسج مع إخوانه بالفريق تفاصيل حلم لا يرضى بالقمة بديلاً، وهو ما تحقق لهم من قبل، وعززوه اليوم. خمس مباريات لعبها «أبيض الجليد» في البطولة، فاز فيها على تايلاند برباعية، ثم على الكويت 6-صفر، وبعدها اكتسح تايبيه 14-صفر، قبل أن يقصي في طريقه ماليزيا ويفوز عليها 15 - صفر، وفي ختام البطولة جدد فريقنا فوزه على تايلاند، ليحقق اللقب، وليرفع نجومنا رصيدهم إلى 42 هدفاً سجلوها في خمس مباريات، مقابل ثلاثة أهداف فقط دخلت شباكهم في المباراة الأولى، بعدها ظل مرمى الأبيض محجوباً عن المنافسين. وإضافة إلى اللقب الآسيوي، كانت هناك ألقاب أخرى، تبارى نجومنا في حصدها خلال المباريات، فتوج سهيل المهيري بلقب أفضل لاعب في مباراة تايلاند، وحقق سعيد النعيمي نفس اللقب في مباراة الكويت، وخطف البارع والقناص جمعة الظاهري لقب الأفضل أمام تايبيه، وفي نصف النهائي فعلها محمد ريحان أمام ماليزيا، بينما كان الحارس المتألق خالد السويدي، هو الأفضل في المباراة الختامية، كما كان أفضل حارس في البطولة. إنجازات في إنجاز، وملاحم في ملحمة واحدة، تجعلنا نحيي هذا الفريق، الذي عمل في صمت ونكران ذات، ووسط ظروف قاسية، ليعود بالكأس الآسيوية من الهند، ومعها يعود بسمعة، تجعله محل فخر القارة الصفراء بأسرها. تحية عرفان وتقدير لكل أعضاء البعثة الذهبية، بداية من رئيس الوفد والجهاز الفني والإداري وكل اللاعبين، ونقول لهم: لقد أسعدتمونا ومددتم أيام العيد «الأولمبي». كلمة أخيرة: القارئ العزيز: أستميحك عذراً في إجازة قصيرة، تغيب فيها الزاوية، لكنك أبداً لن تغيب عني. mohamed.albade@admedia.ae