عندما تجوب دوريات العالم بداية هذا الأسبوع تجد الكثير من مظاهر الفرح والتتويج بعد أن حسمت أغلبها في أوروبا أو بالأحرى أشهرها، ورفضت البرتغال أن تدخل في موضة الدوريات التي حسمت مبكراً لتحيل الأوراق إلى الجولة الأخيرة بعد فوز بورتو على بنفيكا وانتزاع الصدارة منه بفارق نقطة. من كل المسابقات التي حسمت، كنا دائماً نستمع للكثير من البسطاء في الحكم والتحليل في تقييمهم للأمور الكروية التي يحكمون بها على النتائج والمحصلة النهائية دون التمعن في سير الحدث ومراحله وتفاصيله مسابقة كان أو مباراة أو حتى فعالية قد تنتهي بخسارتك للانتخابات، فكأن حسم الدوري مبكراً لدينا يعتبر خطيئة وأهم مظاهر فشل مسابقاتنا لتأتينا أشهر المسابقات الأوروبية وتحسم لقبها مبكراً في انجلترا وإسبانيا وإيطاليا وحتى ألمانيا التي يتدافع الكثير نحو مدح كرتها والتفوق الذي تعيشه في دوري الأبطال نجد البايرن يحسم فيه الدوري مبكراً جداً وبفارق كبير جداً وصل لعشرين نقطة ولكن بالطبع السلوك الجماعي نحو الانضمام لركب العالمين بأسرار النجاح يحتم عليهم أن يختاروا ما يرغبون من نقاط ويغفلون أو يتغافلون عن باقي النقاط التي تتغير لديهم من موسم لآخر. والأمر لدينا ليس ببعيد عن المسابقات الأوروبية فالكثير من الحكايات والتحليلات ترسم الابتسامة على وجهك عند سماعها خاصة تلك التي تنتقل من اتجاه لآخر متناسية رؤيتها أو قراءتها السابقة التي أصبحت في طي النسيان فالنتائج تحتم أن تكون مع الناجحين لا أن تكون مع من خسر الرهان. تنبأ الكثيرون بفشل الدوري من 14 فريقا وانتهى الدوري والإثارة باقية فقط في صراع البقاء بعد أن حسم العين الصدارة مبكراً وأثبتت الفرق الأقل إمكانيات وحظوظاً وشهرة أنها الأفضل في تغيير مسار الدوري وأداء مباريات مثيرة تحمل كل معاني الحماس والتفوق، وأثبتت أيضاً أنها قادرة على اختيار مدربين أو لاعبين أجانب بطريقة تفوقت على الكثير من أصحاب الخبرات في الأندية الأخرى. والغريب أننا نتحدث عن ضرورة زيادة عدد الأندية من عدة سنوات وعندما تغيرت المعطيات نجد الحكم السريع برفض كل ما هو جديد لمجرد الرفض فقط لا غير وهو بالتأكيد مرتبط أكثر بالشخصيات صاحبة الفكرة بدلاً من الحكم ودراسة الفكرة بتفاصيلها بعد عدة مواسم، وعموماً كما تعودنا سابقاً فلا دراسة ولا تحليل لما يمر علينا من أحداث فكما لم تتواجد لدينا دراسات في السابق لشكل مسابقاتنا من قبل، أستبعد متشائماً أن نجد دراسات لما نمر به من تجارب في الوقت الحالي. أخيراً هل سألنا أنفسنا فعلاً بدون أن نفكر بالآخرين وآرائهم هل نجحنا فعلاً وإن كان ذلك فما مقدار نجاحنا وإن فشلنا فليس ذلك نهاية العالم ولكن يجب أيضاً أن نسأل أنفسنا ونبحث عن فشلنا بين جنباتنا قبل البحث عن أسباب الفشل عند الآخرين. هو سؤال بسيط نجحت أم لم تنجح؟! arefalawani@hotmail.com