لم يتبق سوى القليل على العام الدراسي، ولا شك في أن البعض بدأ العد التنازلي للدخول في إجازة الطلاب، خاصة الذين لديهم طلاب في المراحل الدنيا، نحن هنا ليس بصدد وضع ملاحظات على العام الدراسي الحالي، ولا نستطيع أن نقيّم التجربة، إلا أنه في الواقع كان هناك بعض المواقف التي استدعت التحرك من أجلها وإصدار بعض القرارات التي تنظمها. ففي صباح أمس قررت النهوض من النوم باكراً، وحظيت بجلسة فطور صباحي مميز مع ابنتي، وهي تسرد لي قصص زميلاتها في المدرسة وسوالفهن المضحكة، وتنافسهن على تحقيق أعلى الدرجات، وبعدها أوصلتها إلى المدرسة، ومنها إلى فصلها الدراسي الجميل، وكنت متفائلاً بنشاط الطلاب وحماسهم الذي أعاد بي الذاكرة للسنوات العشر الماضية. ولكن فوجئت بوجود عمال نظافة من الجنسية الآسيوية في المدرسة، ولم يكونوا واحداً أو اثنين، ولكنْ كانوا متناثرين في كل زاوية وفي كل ممر، ومع ذلك لم تلبث قضية الاعتداء على طالبة في أبوظبي من قبل أحد عمال النظافة سوى أسابيع قليلة، وكان من بين حزمة القرارات الاحترازية التي أصدرها مجلس التعليم، لعدم تكرر هذه الواقعة الأليمة، استبدال عمال النظافة بعاملات إناث، بدءاً من شهر أبريل الماضي، إلا أنه لم يطبق ذلك إلا على المدرسة التي وقعت فيها الحادثة، بينما بقية المدارس قد يكون أن القرار غير ملزم لها، ويجعلونك تشعر بأنك «تنفخ في جربة مقطوعة». قد تكون تلك الجريمة كفيلة وحدها باتخاذ إجراءات صارمة ضد المدارس غير الملتزمة بالنصوص واللوائح الاحترازية لمنع وقوع مثل تلك المواقف، وكان من المفترض أن ترسل الجهات المختصة لجاناً لجميع مدارس العاصمة الخاصة، للتأكد من تطبيق تلك القرارات، والتحقق من الواقع، والتأكد من تركيب كاميرات المراقبة، ومن فاعلية غرفة التحكم الموجودة في المدرسة، وغير الملتزمين في ذلك ينبغي أن توضع لهم الحلول الجذرية الفاعلة لتصويب أوضاعهم. نحن على يقين أن بعض إدارات المدرسة متعاقدة مع شركات نظافة على مدار العام الدراسي، ولكن ذلك لا يمنع من تغيير بنود العقد أو فرض شروط جديدة في عقد النظافة أو إلغاء العقد إذا لزم الأمر، حتى وإن كانت هناك خسائر مادية ستطال المدرسة أو شركات النظافة. الموضوع الآخر الذي لابد من مراعاته هو ساعات الدوام الصيفي لبعض المدارس، حيث طبقت بعض المدارس دواماً صيفياً يصل إلى الساعة الواحدة والنصف، وذلك بموافقة الجهات المختصة، إلا أن بعض المدارس قرنوا عدم تعديل ساعات الدوام المدرسي بموافقة مجلس التعليم، وكأن المجلس وافق لمدارس من دون غيرها. بصراحة لم أجد مبرراً لتلك المدارس الرافضة لتعديل أوقات الدوام، خاصة المراحل الابتدائية. halkaabi@alittihad.ae