شائع جداً قولنا «استلم فلان الرسالة» وهذا خطأ لأن من معاني سَلِمَ: سلامة وسلاماً من عيب أو آفة: نجا وبرئ منها، سَلِمَ من الأذى. وسَلَمَ: سَلْماً الدلو: فرغ من عملها وأحكمها، سلَّم وسلّمه، وسلّم عليه، قال له: «السلام عليك» وسلّمه من الآفة أنقذه منها، وسلّم بالأمر: رضي به وقبله وسلّم إليه: انقاد إليه، وسلّم الشيء: خلّصه. وسالَم: سالمهُ: صالحه، وأسلَمَ انقاد: وتدين بالإسلام، وأسلَمَ العدوَّ: خذله، وأسْلَمَ أمره إلى الله: سلَّمه ويقال «أسلمته وسلّمته» إذا خلّيت بينه وبين من يريد النكاية به. وتسلَّم: صار مسلماً وتسلّم منه تبرأ منه، وتمَسْلم: سمي مسلماً.. وهي مأخوذة من المسلم كما أخذ تمسكن من مسكين، وتسالم القوم: تصالحوا وتوافقوا. أما (استلم) وهي الشائعة خطأ، فنقول: اسْتَلَمَ الحجرَ الأسود: مسحه بالكف أو لمسه إما بالتقبيل أو باليد (من السَلِمة أي الحجر) أي قبّله وربما استعمل في غير الحجر، فتقول: (استلمتُ يده) إذا مسحتها وقبّلتها. واستسلم: انقاد. والصحيح عندما يُراد تسليم الرسالة أو المساعدة أو أشياء مشابهة استعمال (سلّم الرسالة): أعطاه إياها، و(تسلّم الرسالة): أي أخذها منه أو تناولها أو قبضها.. فنقول (تسلم المساعدة) لا (استلم المساعدة). قالوا في الحذر كالحادي وليس له بعير، والحدو سوق الإبل من ورائها، والقود من قدامها، يضرب مثلاً للرجل الذي ينتفخ بما لا يملك أو لمن ينتحل ما لا يحسن فعله. ويقال: الحذر أشد من الوقيعة، أي من الوقوع في المحذور، يضرب للرجل يعظم في صدره الشيء فإذا وقع فيه كان أهون عما ظن. ويقال: إن الحذر لا يدفع المقدور. ويقال: أحذر من غراب، وأحذر من ذئب، حيث يزعم الأعراب أنه يبلغ من حذره أن يراوح بين عينيه إذا نام فيجعل إحداهما مطبقة نائمة والأخرى مفتوحة حارسة. قال رجل لامرأته: الحمد لله الذي رزقنا ولداً طيباً. قالت: ما رزق أحد مثلما رزقنا، فدعياه فجاء، فقال له الأب: يا بني، من حفر البحر؟ قال: موسى بن عمران. قال: من بلطه؟ قال: محمد بن الحجاج. فشقت المرأة جيبها ونشرت شعرها وأقبلت تبكي. فقال أبوه: ما لك؟ فقالت: ما يعيش ابني مع هذا الذكاء! ? ابن الرومي: من أخذ الحــذرَ مــن المحـــذورِ قـــلّ تجنِّيــــهُ عـلــى المقــدورِ فلْيحـزمِ الناظـظــر فــي الأمــور فإن نجــا مـن كبــــوة العثــــور لـم ينــج منجــى حائــنٍ مغــرور يحملــهُ يومـــاً علــى الغــــــرورِ وإن كبـــــا والعـــذر للمعــــذور لم يؤتَ من مأتى الضعاف الخورِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae