من أجل أمن البلد ومن أجل استقرار وطمأنينة الناس، ومن أجل سمعة الإمارات التي لا يمكن أن يساوم عليها أحد، تتخذ وزارة العمل الإجراءات الصارمة بحق الشركات التي تقف عقبة أمام مسيرة التطور والتحضر التي تقطعها البلاد بخطوات ثابتة وواثقة.. شركات تلقي بعرق عمالها على تراب الحرقة وتدعهم يهيمون في الفراغات المدلهمة، باحثين عن أمل يشع في المقل ويحيي ظروفهم ووحدتهم وغربتهم وفقرهم وحسرتهم.. شركات أودع أصحابها ضمائرهم في سلة المهملات، وتواروا بلا خجل يسومون العامل بأفظع أساليب الإهمال والظلم والظلام.
من هذا المنطلق الأخلاقي والقيمي تقف وزارة العمل بحزم وجزم وحسم في مواجهة ظاهرة لا تنتمي البتة إلى قيم أهل الإمارات ولا تخدم غير أغراض من استولت عليهم أمراض المادة وصاروا حجر عثرة أمام تطبيق القوانين التي ترفع الضيم عن الإنسان وتدفع عنه التعب والسغب، وزارة العمل إذ تحيل 68 شركة إلى النيابة وفرض غرامة مالية مقدارها 50 ألف درهم عن كل عامل ترك بلا عمل، لهو تعبير عن توجهات علمية مدروسة، حماية لمنجز البلد وعناية بشأن العامل الذي له حقوق كما عليه واجبات، وهي توجهات تؤكد التزام الإمارات الأخلاقي والحضاري تجاه كل من يعمل على أرضها ومعاملته معاملة الحسنى دون تردد في أداء هذا الواجب الوطني والذي يعبر عن الإيمان الراسخ لدى كل مسؤول بأن سمعة الإمارات فوق كل اعتبار، وهي أولوية لا يمكن الانحياز إلا لها تحت أي ظرف، لذلك فإن على أصحاب الشركات والذين يستقطبون آلاف العمال الأجانب أن يضعوا في الحسبان أن الإمارات ماضية في تحقيق العدالة الإنسانية في كل ميدان ومضمار، أما عن الجموح المادي الذي ينتسب إليه بعض أصحاب الشركات فلابد وأن يزول وتنقشع غيومه السوداء، طالما وجد القانون الذي يعطي كل ذي حق حقه بدون تمييز أو نقصان، لأن إنصاف العامل وحفظه من التسرب هو حفظ لأمن البلد وحماية عادلة لمنجزنا الحضاري والذي نفخر به ونعتز ونعتبره السجل الذي لا ينطوي إلا على منارات تاريخية مُشعة يراها القريب والبعيد، بل إن ما حققته الإمارات من قوانين رادعة لكل انحراف أو انجراف، هي العجلة الأعظم التي تحرك الجسد النابض بالحيوية والحياة.. ووزارة العمل تقع في المنطقة الأرفع في مجال وضع القوانين التي تحد وتصد وترد كل من يتجاوز الخطوط الحمر ويعمل لحسابه الخاص دون مراعاة للشأن الوطني.
وزارة العمل عملت الكثير من أجل تسهيل عمل الشركات وتوفير أدوات النجاح لها، إلى جانب ذلك فإنها تبذل الجهد الجهيد من أجل حفظ حق العامل والوقوف إلى جانبه حتى لا تنهشه أنياب الضواري وحتى لا يجرفه طوفان الشركات ويطيح بآماله ويحطم أمنياته.



Uae88999@gmail.com