عندما شاع خبر شرش الزّلوع قبل سنوات كان عدد المصابين في الإمارات بالضعف الجنسي 500 نفر، وقس عليه في الوطن العربي الصامد، وحين تناقل الناس خبر الدواء الصيني “الدبّية الصفراء” ارتفع عدد المصابين بداء العنّة إلى 24752 نفراً، ولمّا أظهرت اليابان اختراعها “البطران” ارتفع فجأة معه عدد العاطلين عن العمل إلى 72392 عاطلاً، ولمّا استفاق الأميركان على وضعهم المتدهور في سوق الأدوية الطبية، والمقويات العشبية، وأنجزوا اختراعهم الأزرق، أصبح عدد فاغري الفم طالبي العون والهبّة 120689 محتاجاً، وحينما تخلى الفرنسيون عن رومانسيتهم، وعرفوا أن الحكاية جد في جد، وأنجزوا ما عرف بالسهل اليسير، تفاقمت أعداد معطوبي الحرب البيولوجية، وكلما يجد دواء جديد يقوّي الباه، يتصاعد رقم الساكتين عن الوجع، المعتدّين بالرجولة الكاذبة، وقبل أيام أعلن عن دواء جديد طرح في الأسواق وارتفع بعد نشر الخبر عدد المصابين في الإمارات إلى 170 ألف مصاب وعاجز فجأة، وتداعت سائر بلدان الوطن العربي بالشكوى، وكأننا في حلبة سباق في البحث عن الرجولة المفقودة، الغريب في الأمر أنه قبل هذه الاكتشافات المذهلة لم نكن نسمع إلا قصص البطولات، وتلك الصولات والجولات، وكأن لا أحد يشتكي، وليست هناك علّة غير علّة وجع البطن والرأس والشكوى من الرَضّاخ، ولأننا شعوب ساكتة على الوجع وأحياناً على الذل، وأحياناً على الظلم، حتى جاءت الابتكارات التي ترفع الرأس العربي فغدونا من يومها نعرف بالشعوب الناشطة والمجتهدة وباذلة الغالي والنفيس من أجل راحتها ورفع رأسها أمام شعوب العالم الحر، وذلك لأن علّة المسألة أننا دائماً نعتبر الشرف مرتهناً بالفحولة الزائدة، وأن ليس هناك ما ينكّس عُقل الرجال، ولا يُثلم سمعة عطران الشوارب إلا عدم القيام بالواجب المنزلي، وأن ليس هناك فخر مثل أن يصبح الرجل قاضياً وطره، متفاخراً بين أقرانه وأترابه بقوة الثور التي يتمتع بها أو بقوّة 6 أحصنة!? نعود إلى موضوع هذا السباق المحموم على مثل هذه الأدوية التي تطرح بين الحين والآخر وتجد أصداءً قوية ونقاشات حامية الوطيس، هذا يذكر فوائدها وهذا يثني عليها وهذا يبتكر لها الوصفات الخاصة، وحين يمتد بالشخص الحديث الطويل عن كل هذه المزايا يقول لك: انه لم يجربها، ولكن سمع من فلان عن علاّن، حدّثنا ابن العاجز، قال! وأعتقد جازماً لو أن أي صحيفة عنونت صفحتها الأولى عن انهيار بورصات العالم فجأة مثل الاثنين الأسود، ووضعت خبراً صغيراً في أسفل الصفحة عن دواء جديد، فالغالبية العظمى من القراء من الشعب العربي الأبي ستقرأ ذلك الخبر الصغير الذي في ذيل الصفحة! ?


amood8@yahoo.com