كتب محمد بن عبدالملك الزيات لما أحس بالموت وهو في حبس المتوكل برقعة إلى المتوكل فيها‏:‏ هي الســبيل فمـن يـوم إلى يوم كـــأنه مـا تريك العـــين في النومِ لا تعجـــلن رويــداً إنمــــا دول دنيـــا تنقــل من قــومِ إلى قـومِ إن المنايا وإن أصـبحت ذا فرح تحـــوم حــــولك حـوماً أيما حومِ وقال عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة للمنصور، وقد أراد عقوبة رجل‏:‏ يا أمير المؤمنين إن الانتقام عدل والتجاوز فضل، والمتفضل قد جاوز حد المنصف، ونحن نعيذ أمير المؤمنين أن يرضى لنفسه أوكس النصيبين دون أن يبلغ أرفع الدرجتين‏.‏ وجرى بين أبي مسلم صاحب الدعوة وبين قائد من قواده يقال له شهرام كلام، فقال له قائده كلمة فيها بعض الغلظ، ثم ندم على ما كان منه، فجعل يتضرع ويتنصل إليه، فقال له أبو مسلم‏:‏ لا عليك لسان سبق ووهم أخطأ، وإنما الغضب شيطان وأنا جرأتك علي بطول احتمالي منك فإن كنت للذنب متعمداً فقد شاركتك فيه، وإن كنت مغلوباً فإن العذر يسعك وقد عفونا على كل حال‏.‏ فقال‏:‏ أصلح الله الأمير إن عفو مثلك لا يكون غروراً قال‏:‏ أجل. قال‏:‏ فإن عظم الذنب لا يدع قلبي يسكن وألح في الاعتذار فقال له أبو مسلم‏:‏ عجباً لك إنك أسأت فأحسنت فلما أحسنت أأسيء‏!‏ ويقول أبو الأسود الدؤلي: خُـــذي الــعَفوَ مِنّي تَســتَديمي مـــَوَدَّتي وَلا تَنطُقي في سَورَتي حين أغضَبُ فَإِنّي وَجَدتُ الحُبَّ في الصَدرِ وَالأَذى إذا اجتَمَعا لَم يَلبث الحُبُّ يَذهَبُ دخل أبو دلف على المأمون وقد كان عتب عليه ثم أقاله فقال له وقد خلا مجلسه‏:‏ قل أبا دلف وما عسيت أن تقول وقد رضي عنك أمير المؤمنين وغفر لك ما فعلت فقال يا أمير المؤمنين‏:‏ ليالي تدنو منك بالبشر مجلسي ووجهك من ماء البشاشة يقطر قال المأمون‏:‏ لك بها رجوعك إلى المناصحة وإقبالك على الطاعة ثم عاد له إلى ما كان عليه‏.‏ الشافعي: لَمَّـــا عَفـَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَـدٍ أرحـتُ نفســـي من هــمَّ العداواتِ إنِّي أُحـــَيي عَـدُوِّي عــنْدَ رُؤْيَتــِهِ لأدفــعَ الشَّـــرَّ عــني بالتحــياتِ وأُظْهِرُ الْبِشــرَ لِلإِنْسَــانِ أُبْغِضـهُ كمــا إنْ قدْ حَشــى قَلبي مَحَبَّاتِ النَّـاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُـرْبُهُـمُ وفي اعــتزالهمُ قطــعُ المـــودَّاتِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae